الجزائر- تعكس الصور التي تناقلتها مختلف الوسائل والوسائط الاجتماعية المتعلقة بأوراق التصويت الملغاة في تشريعيات الرابع من ماي رفض أصحابها للواقع السياسي من جهة وعدم اقتناعهم بالدور الهزيل الذي تقدمه الطبقة السياسية في الجزائر.
تفنن ناخبون جزائريون في التعبير عن واقعهم المعاش عبر أوراق التصويت الملغاة من قبل المشرفين على عملية الفرز ، حيث كشفت الصور الملتقطة عقب عملية الفرز التي تمت، الخميس، وتناقلتها وسائل إعلام ومختلف وسائط التواصل عن وجود عدد معتبر من الأوراق الملغاة.
فقد شهدت العملية، العثور على صور ومنشورات غريبة وجدت داخل الأظرفة، وعبر كل ناخب بطريقته الخاصة، فالبعض كتب قصاصات ووضعها داخل الأظرفة، يطلب فيها الحصول على سكن، ولجأ البعض الآخر إلى وضع صور للمشاهير بدل اختيار المرشحين، فيما عبر ناخبون عن وضعيتهم الإجتماعية المتدنية بفعل إجراءات التقشف المفروضة من طرف الحكومة، حيث أخرج المشرفون على عملية الفرز كيس حليب من داخل ظرف التصويت في رسالة واضحة إلى الأزمة التي يتخبط فيها الجزائريون على خلفية الندرة التي عرفتها عملية تزويد المواطنين بهذه المادة.
بالمقابل، فضل ناخبون التصويت عبر الورقة البيضاء التي مثلت نسبة كبيرة في ظاهرة تعكس تخوف الجزائريين من مقاطعتهم لهذا الموعد الانتخابي لعدة اعتبارات سواء كان من منطلق عدم قناعتهم بالمترشحين أو المشاركة حفاظا على استقرار الوطن.
من جهته، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أن الانتخابات التشريعية للرابع ماي، جرت في “جو هادئ ورصين”، مضيفا أن الشعب الجزائري أثبت أنه مصمم على “إبلاغ صوته وإسماعه للعالم أجمع”.
وأشاد بدوي خلال إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات التشريعية للرابع ماي بالجو العام الذي طبع العملية الانتخابية التي وصفها بـ “العرس الوطني”. كما نوه الوزير بـ”الهدوء والرصانة” التي ميزت الانتخابات والتي مكنت المواطنين من “أداء حقهم وواجبهم بحرية وأريحية”، مضيفا أن “الشعب الجزائري أثبت بمناسبة هذا العرس أنه مصمم على إبلاغ صوته وإسماعه للعالم أجمع مبرهنا عن درجة الوعي العالية التي بات يتحلى بها وتجنده التام عندما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية للبلد ووقوه في وجه المتربصين متشبثا بقيم الديمقراطية”.