شرف هذه الأمة

 شرف هذه الأمة

لقد رفع الله قدر هذه الأمة وشرَّفها واصطفاها، وأكرمها وأعزَّها واجتباها، وجعلها خيرَ أمة أُخرجت للناس، وجعلها أمةَ النبيِّ الخاتم المبعوث رحمةً للعالمين صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح: “جُعلت أمتي خير الأمم”، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: “أنتم توفُّون سبعين أمةً، أنتم خيرها وأكرمها على الله تبارك وتعالى”، وجاء في حديث صحيح: “أمتي هذه أمة مرحومة”، وفي حديث آخر صحيح: “نحن الآخِرون السابقون يوم القيامة”، وفي الحديث الآخر: “إن أمتي يُدْعَون يوم القيامة غُرًّا مُحجَّلين من آثار الوضوء”، إنها أمة الخيار والعدل والوسطية ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ” البقرة: 143.

أمة الدعوة والتواصي بالحق، أمة الحنيفية السمحة، أمة اليُسْرِ ورفع الحرج، أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أمة مرحومة من العذاب، محفوظة من الهلاك، تمرض، لكنها لا تموت، تغفو، لكنها لا تنام، تخبو، لكنها لا تنطفئ. أمة الحضارة والريادة، أمة القيادة والسيادة، أمة التاريخ والجغرافيا. أمة البيت العتيق، والكعبة المشرفة، والمشاعر المقدسة، والروضة الشريفة. أمة الشفاعة والحوض والكوثر، أمة الحديث والإسناد، أمة القياس والإجماع، أمة القرون المفضلة من الصحابة والتابعين وأتباعهم. أمة لا تجتمع على ضلالة، أمة هي الأقل عملًا والأكثر أجرًا، تُؤجر على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب. أمة القرآن ورمضان وليلة القدر، أمة الحج والعيدين والجمعة. أمة السلام والسحور، أمة الأذان والوضوء والتأمين، والصفوف المستقيمة في الصلاة.

أمة الركوع والسجود، جُعلت لها الأرض مسجدًا وطهورًا ” تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ” الفتح: 29. أمة هم شهداء الله في الأرض، وهم الشهداء على الأمم يوم القيامة، أمة السبعون ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، وأول الأمم جوازًا على الصراط، وأول الأمم دخولًا للجنة، وهم أكثر أهل الجنة عددًا، وأوسعهم مكانًا؛ فعجبًا لأمة هي خير الأمم وأكرمها على الله، عجبًا لأمةٍ أعزها الله بالإسلام.