أشرف الوزير الأول، عبد العزيز جراد، الإثنين، بالجزائر العاصمة، على تكريم عدد من الفنانين والمثقفين الجزائريين خلال حفل احتضنه قصر الثقافة مفدي زكرياء بحضور عدد من أعضاء الحكومة. وتم بالمناسبة تكريم عدد من الفنانين على غرار سيد أحمد مزيان (أقومي) ونادية طالبي والفنان التشكيلي بشير يلس شاوش والروائي عبد الوهاب عيساوي الفائز مؤخرا بجائزة “البوكر” للرواية 2020 والمغنية مريم وفاء والباحث في التراث الثقافي سيد أحمد كرزابي.
واعتبر جراد أن هذا التكريم بمثابة “تكريم رمزي” لقامات من الفن الجزائري الذين كرسوا البعد الثقافي من خلال أعمالهم خاصة في مجالات السينما والمسرح والغناء، مشيرا إلى أنه سيتم في أول نوفمبر المقبل تكريم كل المثقفين والعلماء الجزائريين.
كما أكد الوزير الأول أن الثقافة “جزء لا يتجزأ في مسار الاصلاح الاقتصادي و مصدر من مصادر الثروة”.
وأوضح أن الثقافة “جزء لا يتجزأ في مسار الاصلاح الاقتصادي مثلها مثل كافة القطاعات الحساسة، ومصدر مهم من مصادر الثروة، خاصة وأن الجزائر تحوز على إمكانات هائلة في هذا المجال.”
كما أكد على العزم من الاستفادة من كنوز الفن والتراث والفضاءات الثقافية والمنتوج الثقافي، والسهر على تحويله إلى قطاع منتج ومساهم في مسار الإنعاش الاقتصادي، مراهنا في ذلك على خبرة و طموح الفنانين والمثقفين وأصحاب المشاريع الثقافية كشركاء فاعلين.
وأضاف السيد جراد يقول: “توجهنا الثقافي يأخذ بعين الاعتبار أهل الثقافة، ولأجل هذا سندافع بكل ما أتيح لدينا ليكون للمثقف المكانة المرموقة والبارزة في مجال صناعة التغيير المنشود وفي إرساء معالم الثقافة الجزائرية والأصيلة في أقرب الآجال، وهذا مواصلة لخيار رئيس الجمهورية في انتقاء نموذج ثقافي أصيل وحقيقي”.
واسترسل السيد جراد يقول إنه وللتأكيد على التقدير الواجب نحو كبار ورموز الفن و الثقافة الذين صنعوا وما زالوا يصنعون تميز وتنوع الجزائر الثقافي، سيتم مواصلة تكريم وبدون انقطاع أهل الثقافة والاحتفاء بأعمالهم والارتقاء بإبداعاتهم.
كما دعا الضيوف من فنانين ومثقفين إلى نقل صورة الجمال والإبداع الجزائري و ترويج الأعمال الفنية الجزائرية من أجل تحقيق الشعار الثقافي لبلدنا عبر مختلف ربوع العالم.
من جهتها، قالت وزيرة الثقافة والفنون السيدة مليكة بن دودة، إن الثقافة تعد “عامل غنى”، مؤكدة أن توجه الحكومة يملي علينا جميعا المواصلة في تحفيز المشهد الثقافي ليصبح “جاذبا” للاستثمار ورأس المال.
وقد حضر حفل الاختتام سفراء وممثلون من الدول الشقيقة ومستشارون لرئيس الجمهورية وأعضاء من الحكومة.
وقام الوزير الأول بهذه المناسبة بزيارة مختلف المعارض التي أقيمت في إطار شهر التراث اللامادي وضمن فعاليات الأيام الوطنية للباس الجزائري، أين اطلع على مختلف الأجنحة الخاصة باللباس الجزائري التقليدي ولواحقه. كما استمع جراد إلى مختلف انشغالات الحرفيين والمصممين المشاركين في هذه التظاهرة التراثية، مشددا على ضرورة “تثمين وتصنيف اللباس التقليدي” الذي يعد ـ كما قال – “إرثا ثقافيا” و”ذاكرة وطنية”.
وحث أيضا على تشجيع الحرفيين و الترويج للباس التقليدي الجزائري من خلال ارتدائه خصوصا في المحافل الدولية. وتتواصل فعاليات الأيام الوطنية للباس الجزائري تحت شعار “لباسي ذاكرتي و ثقافتي” إلى غاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل.