تواصل شبيبة القبائل التي كانت قبل وقت ليس ببعيد،قاطرة الكرة الجزائرية، معاناتها في بطولة الرابطة الأولى بتواجدها في وضعية الفريق النازل للرابطة الثانية، قبل جولة واحدة من نهاية مرحلة الذهاب.
و حسب الملاحظين،أضاع النادي البارز لمنطقة جرجرة الذي يعود آخر لقب بطلا لجزائر له إلى عام 2008، روحه و هويته، ليصبح فريقا عاديا، مكتفيا منذ سنوات بدور “الممثل البسيط”.
و تعتبر حصيلة هذا الموسم كارثية و لا تبشر بالخير لفريق كان يدهس كل ما يجده في طريقه وخاصة في الثمانينيات، لما كان “الجومبو جات” يدخل الرعب في نفوس كل منافسيه.
و أخطأ رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي الذي يتباهى قبل بداية كل موسم كروي بتوفره على “فريق كبير” يستهدف “التتويج باللقب الوطني”، في عملية جلب اللاعبين والتقنيين، حسب ما يؤكده بعض
العارفين بخبايا الكرة المستديرة.
فالمدرب كمال مواسة الذي قاد شبيبة القبائل، الموسم الماضي الى المركز الثالث الذي يمنح صاحبه حق المشاركة في كأس الكونفيديرالية الإفريقية، تمت إقالته بعد تسع جولات، وتعويضه بالتونسي سفيان حيدوسي، وهو مدرب غير معروف نجح في أول مباراة له في تحقيق الفوز خلال تنقل شبيبة القبائل إلى قسنطينة (1-0) لحساب الجولة العاشرة للبطولة المحترفة الأولى.
لكن عشاق الكناري، الذين ظنوا أن “الدكليك” تحقق سرعان ما خابت آمالهم بعد التعادل المسجل في الجولة الموالية بتيزي وزو أمام دفاع تاجنانت (1-1 )
ويمكن القول بأن ملعب أول نوفمبر الذي كان في السابق “قبرا” حقيقيا للفرق الزائرة، أصبح “ملعونا” على شبيبة القبائل التي لم تفز بأي مباراة أمام جمهورها منذ مطلع موسم 2016-2017. وبانتصارين فقط خارج قواعده (أمام نصر حسين داي و شباب قسنطينة)، فإن النادي القبائلي مطالب بالانتفاضة خلال الشطر الثاني من الموسم، إذا لم يرغب في العودة للقسم الأسفل الذي غادره عام 1969 إلى يومنا هذا.
فالإحصائيات المسجلة هذا الموسم لا تبعث على الارتياح حيث اكتفى الفريق بتسجيل 8 أهداف مقابل 13 هدفا في مرماه. وتأتي الهزيمة المسجلة السبت الماضي في سيدي بلعباس (2-0) لحساب الجولة الـ14، لتؤكد عمق الأزمة التي يتخبط فيها الفريق العريق ذو السجل الثري بالألقاب الذي يتضمن ما لا يقل عن 27 لقبا وطنيا و دوليا.
وخلال مشوار متذبذب في البطولة، نجحت الشبيبة في التأهل للدور السادس عشر لكأس الجزائر على حساب وداد تيسمسيلت (5-0).ويرى الكثير من الملاحظين، أنه على النادي حسن تسيير مرحلة الإياب للبطولة خاصة وأنه سيدخل غمار كأس الكنفيديرالية الإفريقية في شهر فيفري المقبل، وهي منافسة “زائدة” بالنسبة لفريق يستهدف قبل كل شيء البقاء ضمن الرابطة الأولى.