خرج الحزب الحاكم في موريتانيا، ببيان قوي وناري بعد تصريحات حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، التي قال فيها إن موريتانيا أرض مغربية.وطلب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، من النخب المغربية وحزب الاستقلال المغربي الاعتذار عن تصريحات أمينه العام حميد شباط بخصوص تبعية موريتانيا للمغرب، مؤكداً أن مثل هذه التصريحات لا تخدم العلاقات بين البلدين، وأن استقلال وسيادة موريتانيا “أمر يعلو عن
كل حديث” كما وصف الحزب الموريتاني كلام شباط بصفاقة وانحطاط، ، مشبها تصريحاته بـسالأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة.
وقال الحزب الحاكم عقب اجتماع لقيادته، إنه “إذ يندد ويشجب هذه التصريحات بقوة فإنه يدعو كل القيادات الاستقلالية والنخب المغربية إلى تقديم الاعتذار للشعب الموريتاني؛ ويحتفظ لنفسه بحق الرد المناسب”. وأوضح الحزب في بيانه أن “التطاول” على السيادة الموريتانية “لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة ولن يدفع بالنزاع في الصحراء الغربية إلى الحل”؛ مؤكداً أن “إحياء الأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة في مخاطبة الند للند ليست أحسن طريق لخدمة التطلعات المشتركة بين شعوب وبلدان المنطقة”. وأشار الحزب إلى أن “موريتانيا قيادة وشعبا ستقف بالمرصاد في وجه كل المحاولات الظلامية البائسة التي يسعى من خلالها أنصار تنظير فكر الهيمنة والتوسع والتبعية لثني إرادتها الحرة في تحديد التوجهات العامة والخيارات الأساسية التي تخدم رؤيتها السيادية المستقلة لما يجب أن تكون عليه علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية مع الشعوب والدول الشقيقة والصديقة”، وفق نص البيان. وتحدث الحزب عما سماه “استمرار الهجمات الإعلامية المنسقة” ضد موريتانيا، متهماً من وصفهم بقوله: “من افترضنا فيهم الحكمة والرزانة ومراعاة للقواعد والأعراف الدبلوماسية وقبل كل ذلك بقية أخلاق وشيء من الترفع عن التقول بالباطل على أشقاء طالما قابلوا إساءتهم بالحسنى”، قبل أن يقول: “إلا أن افتراضنا فيهم لم يكن في محله؛ ولم يزدهم سكوتنا وتغاضينا عن هجومهم الإعلامي علينا إلا مجاهرة بعداوتنا وسعيا نحو إلحاق الضرر بنا”. وبخصوص تصريحات حميد شباط، قال الحزب الحاكم في موريتانيا، إنه “تكلم في أمر لا يدرك أبعاده ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي التاريخي للخوض فيه”، مشيراً إلى أن “كلامه عن تبعية موريتانيا للمغرب محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية”، مضيفاً أن “المطلع على أبجديات التاريخ يدرك أنا كنا الكل وهم الجزء؛ وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة”، وفق تعبيره. واستغرب الحزب مما قال إنه “انزعاج شباط وأسياده من النجاحات التي حققت موريتانيا إقليميا ودوليا متناسيا مقولته الشهيرة بأن المغاربة والموريتانيين شعب واحد في دولتين؛ وإشادته ذائعة الصيت بأن الديمقراطية في موريتانيا أرقى وأكثر تطورا من الديمقراطية في المغرب”. وخلص الحزب الحاكم في موريتانيا إلى أن “حديث حميد شباط بالأمس ينم عن صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لا مثيل له، تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه، ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي”. من جهتها اكدت الحكومة الصحراوية في بيان بأن التصريحات الاستفزازية للامين العام لحزب الاستقلال المغربي لا يمكن فصلها عن توجه مغربي رسمي “خطير”، يرمي الى التصعيد و خلق التوتر و الاحتقان في كامل المنطقة. و ندد البيان بهذه التصريحات الاستفزازت، معتبرا اياها محاولة لتشريع الاحتلال العسكري المغربي للصحراء الغربية.و ذكرت الحكومة الصحراوية في بيانها دولة الاحتلال المغربية بأن عهد الاستعمار والاحتلال والتوسع قد ولى، وأنه لا مكان في المنظمة القارية إلا للبلدان التي تحترم ميثاق الاتحاد ومبادئه، وفي مقدمتها احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال واحترام سيادة الدول الأعضاء.و اشاد البيان بتشبث افريقيا بميثاق الاتحاد الافريقي و قراراته و وقوفها في وجه محاولات دولة الاحتلال المغربي المساس بها، كما حدث في قمة مالابو الإفريقية العربية. حكومة الصحراوية تندد بالتصريحات الاستفزازية للامين العام لحزب الاستقلال المغربي