من ضمن المتغيرات التي أوجدتها الظروف

شباب يُفضلون المرأة العاملة للزواج والتعاون على تكاليف الحياة

شباب يُفضلون المرأة العاملة للزواج والتعاون على تكاليف الحياة

يعيش المجتمع الجزائري جملة من التغييرات على جميع الأصعدة ومختلف المجالات، أدت إلى تغيير الذهنيات بشكل كبير، ومن جملة التغييرات نذكر عمل المرأة الذي وبعد أن كان مقبولا، أصبح مرغوبا ومفضلا لدى الكثير من الشباب الراغب في الزواج، وهذا للتعاون على أعباء وتكاليف الحياة.

لم يعد شباب اليوم يجدون حرجا في الإفصاح عن تفضيلهم الزواج من المرأة العاملة حتى تساعدهم في نفقات الحياة بدل الماكثة في البيت.

 

“زوجتي المستقبلية يجب أن تكون موظفة”

صرح لنا الشاب “محمد” البالغ من العمر 30 ربيعا، والذي التقيناه في أحد الأماكن العمومية الموجودة بالعاصمة أنه من الضروري أن تكون زوجته المستقبلية امرأة عاملة، حيث قال: “من الشروط الواجب توفرها بالدرجة الأولى ولا أستغني عنها في المرأة التي سأرتبط بها مستقبلا أن تكون عاملة وتحتل منصبا محترما ولا أريدها ماكثة بالبيت لأن معادلة الحياة أصبحت تتطلب ذلك والمعيشة أضحت صعبة في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار، وراتب واحد لا يكفي كي يقف البيت على ساعده ونعيش عيشة لائقة، فانجاب الأطفال ودخول المدارس يعني تحمل أعباء ومصاريف أخرى ثقيلة ووجود مرتبين شهريين أحسن من وجود مرتب واحد”.

 

“أرغب في أن يكون منصبها رفيعا لضمان مرتب محترم”

يفيد “سفيان” البالغ من العمر 26 ربيعا أن وجوب عمل المرأة أمر ضروري ويطمح إلى أن يكون منصبها مرموقا، حيث قال “زوجتي المستقبلية يجب أن تكون موظفة، وهذا أمر لا مناص منه ويا حبذا لو يكون منصبها رفيعا حتى يكون مرتبها جيدا، لأني موظف بسيط في مؤسسة خاصة، نعاني من الضيق في بيتنا ولو أردت الزواج يتحتم عليّ أن أستأجر منزلا للعروس، وهذا يتطلب مبلغا كبيرا، ناهيك عن مصاريف المأكل والمشرب والكهرباء والغاز، لا أستطيع تحمل هذه المصاريف لوحدي، لذا يجب أن تكون الفتاة التي سأرتبط بها موظفة وأتمنى لو يصادفني القدر بامرأة تشغل منصبا رفيعا حتى تتقاسم معي هموم الحياة ومصاريف المنزل”.

“انفصلت عن زوجي بسبب عزوفي عن العودة للعمل”

هذا ما أفادت به السيدة ليلى البالغة من العمر 35 ربيعا، حيث قالت “كنت أعمل في مؤسسة خاصة حين تقدم لخطبتي زوجي، ولكني بعد الزواج وانجاب الأطفال ازدادت أشغال البيت وواجباته وبتُ لا أقوى على التوفيق بين البيت والعمل وصحتي أضحت في النازل، فقررت التخلي عن العمل والمكوث في البيت للاعتناء بالأطفال بشكل جيد، فرفض وقال لي بأني لو تركت العمل سيطلقني وحاولت إقناعه بشتى الطرق لأني عجزت عن مواصلة العمل وفي الوقت ذاته الاهتمام بالبيت والأطفال، كان كل مرة يهددني بالطلاق وأثار لي مشاكل كثيرة، فقررت الانفصال لأني لا أرغب مواصلة مشواري الزوجي مع شخص يخاف أن يتحمل المسؤولية المادية بمفرده”.

 

“تقدم لخطبتي لأنني فتاة عاملة”

ونحن نقوم بجولتنا الاستطلاعية التقينا بلينا البالغة من العمر 24 ربيعا، هي فتاة عاملة كانت تبتاع أكلا من أحد محلات الأكل السريع وعند سؤالنا لها عن استفحال ظاهرة الشباب الذين يشترطون توفر شرط العمل في المرأة قالت: «منذ أسابيع تقدم لخطبتي شاب يعمل موظفا في السلك الحكومي أتى إلى مقر عملي ليحدثني بأنه راغب في طلب يدي من أهلي، انتابني فضول كبير لاختباره لمعرفة إن كان تقدم لخطبتي لذاتي أو لأني فتاة عاملة فقلت له إن كتب الله لنا وتزوجنا سأترك عملي لأنني من النوع الذي يحب المكوث في البيت بعد الزواج، فأجابني بتعجب ماذا ماذا! لا، طبعا واصلي عملك ولا تمكثي بالبيت ولما ألححت عليه قال لي ليس لنا نصيب أن نرتبط ببعضنا ولا أحب الفتاة غير العاملة وذهب، أحبطني رده كثيرا لأنه لم يأتِ لإعجابه بي، بل عملي هو الذي استدرجه نحوي”.

 

“أحبذ أن تكون المرأة عاملة لكن لها حرية الاختيار”

يقول السيد ياسين البالغ من العمر 39 سنة والذي كانت لنا فرصة التحدث معه في خضم جولتنا الاستطلاعية أن عمل المرأة لا يزعجه ولا يمنع زوجته من العمل، بل بالعكس وفي ذات الوقت يترك لها حرية الاختيار ببقائها تعمل أو عزوفها عن ذلك رغم أني أميل أن تستمر في العمل، حيث قال: “لا أمنع زوجتي من العمل، حين تقدمت لخطبتها اشترط عليّ أهلها أن أتركها تعمل، فوافقت بكل سرور لأنني رأيت فيها الزوجة المناسبة لأفكاري وتطلعاتي المستقبلية وأنجبت منها طفلين ونحن الآن نحيا حياة هانئة وهي تساعدني في المصاريف المنزلية وتزيح بعض الأعباء عني، ولو قررت يوما أن تترك العمل لن أقف حجر عثرة في طريقها رغم أن ذلك سيزيد عبئي المادي، لكن لها حرية الاختيار”.

ق. م