تعرف مدارس تعلّم اللغات خلال عطلة الصيف إقبالا كبيرا من طرف الشباب خاصة الطلبة منهم، الذين يرون في العطلة الصيفية فرصة لهم لتعلم لغة جديدة، مستغلين فرصة توفر الوقت لتعزيز معارفهم ومكتسباتهم اللغوية.
تغتنم المدارس الخاصة بتعليم اللغات فرصة الإقبال الكبير عليها صيفا، فتخصص برمجة تكوينات مكثفة خلال هذه الفترة بأسعار تعتبر مرتفعة عن تلك التي تعتمدها في باقي أيام السنة، حيث يصل سعر بعض التكوينات في لغة كالإنجليزية حوالي مليون ونصف مليون سنتيم في بعض المدارس، وقد يرتفع السعر أكثر باختلاف ساعات التكوين ومدته.
إقبال كبير خلال شهر جويلية
وحسب القائمين على المدارس المتخصصة بتعلم اللغات، فإن الإقبال على تعلم اللغات يكثر خلال شهر جويلية، وهو الشهر الذي يستغله الأغلبية بعد نهاية السنة الدراسية وقبل الذهاب في عطلة مع العائلة، حيث ترتفع نسبة الطلاب المتمدرسين في هذه المرحلة إلى 70 بالمائة للغات فقط، خاصة أن أغلب المدارس توفر دروسا تدريبية في تخصصات أخرى، كالإعلام الآلي والمحاسبة.
الإنجليزية على رأس القائمة
يعتبر بعض الطلبة والشباب العطلة الصيفية بمثابة الفرصة المثالية التي يجب أن يتم استغلالها لاكتساب لغات جديدة أو تقوية معارفهم في لغات سبق وأن درسوها، حيث يقبل العديد منهم على مراكز تعليم اللغات التي تقدم خيارات متنوعة من الدروس في لغات مختلفة، وما على الطالب إلا اختيار ما يفضله أو يحتاجه في مساره المهني مستقبلا، وحسب ما استقيناه فإن أكثر أقسام المدارس استقطابا للشباب، هي دروس اللغة الإنجليزية، كونها لغة حية وتفتح آفاقا جديدة أمام المقبلين على عالم الشغل، لاسيما الذين يرغبون في الانتماء إلى مؤسسات أجنبية أو متعددة الجنسيات، سواء في الجزائر أو خارجها، كما أن اختيار الطالب للغة يكون في غالب الأحيان حسب رغبة “مستقبلية” كالسفر إلى ذلك البلد، أو العمل في شركة تشترط إتقان تلك اللغة، إلا أنه في أحيان أخرى يكون شغفا لتعلم لغة جديدة، أو توسيع الآفاق المعرفية، مشيرين إلى أن أغلب المراكز تعتمد في منهجها على إدماج التقنية السمعية والبصرية في تدريس اللغات التي تساعد الشباب على التواصل بطريقة جيدة أكثر فعالية في تعلم اللغة.
استياء من الأسعار
لا يقتصر الاقبال على تعلم اللغة الانجليزية على الشباب فقط بل تعداه إلى الأطفال، وهذا منذ تفعيل إدراج الإنجليزية في المقررات التعليمية كلغة أجنبية أولى، منذ الطور الابتدائي، لتصبح تدريجيا لغة التخصصات الجامعية الطبية والتقنية، لكن ورغم إقبال الطلبة والشباب على تعلم اللغات وخاصة الإنجليزية إلا أنهم يشتكون من الأسعار التي تعتمدها هذه المدارس، حيث عبّر بعض من تحدثنا إليهم عن استيائهم الشديد من استغلال بعض المراكز لأمر التسجيل في الإنجليزية بقوة، في رفع أسعارها، إذ أكدوا أنها خلال الأعوام الفارطة كانت أسعار التسجيل للدراسة فيها شأنها شأن أسعار تعلم اللغة الفرنسية، لكن صار مختلفا الآن، إذ ارتفعت الأسعار فجأة في معظم المراكز، تحت حجة أنها أكثر أهمية من أي لغة أجنبية أخرى، وتختلف أسعار تعليم اللغة الإنجليزية في هذه المراكز المختصة في تعليم اللغات الحية، فمن مركز إلى آخر في العاصمة، تتراوح بين 4500 إلى 30000 دينار، بالنسبة إلى المستوى الواحد وغالبية المراكز تدرس من 12 إلى 18 مستوى، على حسب الشهادة المتحصل عليها، بين المعترف بها وطنيا ودوليا، هذا دون الحديث عن الدروس الخصوصية المتعلقة بتلاميذ الثانوي الذين قاموا خلال هذه السنة بالتسجيل وبنسبة كبيرة في اللغة الإنجليزية، رغبة منهم في التفوق فيها واختيارها في الجامعة، على حسب ما صرح لنا به العديد منهم، إذ قالوا إنهم لم يركزوا عليها خلال السنوات الفارطة كثيرا، لكن بعدما أصبحت لغة العصر وأخذت مكانة قيمة لها في الجزائر، فضلوا أن يعيروها أولوية أكثر من اللغة الفرنسية، حتى يحصلوا على نقاط عالية فيها في الامتحانات خلال السنوات المقبلة.
ل. ب