أصبح عمل الفتيات، خلال السنوات الأخيرة، طلبا ملحا لدى الشباب المقبل على الزواج، حيث صارت العاملات أكثر فئة تجذب أنظار واهتمام كل من يفكر في تكوين أسرة وعيش حياة الاستقرار، وهذا نظرا لغلاء المعيشة وزيادة المصاريف، وإذا قلنا العاملة فهذا لا يعني بالضرورة العمل خارج البيت، لأن العديد من النساء ورغم مكوثهن في البيت إلا أنهن يعملن سواء عن طريق مزاولة حرفهن أو بعض الأعمال المرتبطة بالأنترنت كالتسويق وغيرها من الأعمال التي تعرضها مختلف المنصات على مواقع التواصل الإجتماعي.
الزوجة العاملة الأنسب للزواج
يواجه الشباب المقبل على الزواج صعوبات كبيرة خاصة من الجانب المادي، نظرا لغلاء المعيشة والظروف القاهرة التي يعيشها جل شباب المجتمع، فبعد إلزامية توفير الصداق من ذهب وملابس وأحذية وغرفة نوم، أصبح السكن أيضا شرط أغلب الفتيات بالرغم أن معظم الشباب لا يملك سكنا خاصا أو وظيفة ذات راتب جيد، فيضطر إلى كراء منزل يسكن به، لذا وجد العديد منهم أن الحل الأفضل من أجل تخطي هذه المشاكل هي مشاركة زوجاتهم في المصاريف والأعباء، وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت الزوجة عاملة ولديها راتب شهري، ولذا أصبح هذا الشرط من أهم العوامل التي تساهم في إنجاح مشروع الزواج، حيث يحاول الشاب إيجاد فتاة عاملة من أجل الزواج بها قصد مشاركتها إياه في ميزانية الأسرة لتحقيق الإكتفاء الذاتي والتوازن المادي، وهذا ما صرح به أغلب الشباب في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، حيث قالوا إن ظروف الحياة الصعبة جعلتهم يفضلون المرأة العاملة دون سواها، وفي هذا الصدد يقول كريم: “لقد تزوجت بفتاة عاملة وهي تساعدني في المصاريف اليومية، ونحن نعيش حياة مستقرة”، أما أمين فقال إنه يبحث عن امرأة عاملة مناسبة من أجل الزواج بها.
فتيات تفضلن العمل ثم العريس
أصبح العمل بالنسبة للفتيات ضرورة حتمية لتحقيق الإكتفاء المادي الذي لم يعد الرجل قادرا على توفيره، كما باتت العاملات الأوفر حظا في دخول القفص الذهبي، والمفضلات لدى الشباب المقبل على الزواج، حيث عملت العديد من الفتيات على إيجاد وظيفة شريفة توفر لهن راتبا شهريا كي تدخلن ضمن قائمة الفتيات العاملات، ومن ثم جذب اهتمام الشباب وتحقيق حلم الزواج، وفي هذا الصدد عبرت العديد من الفتيات في حديثهن لـ “الموعد اليومي” أنهن لا يجدن حرجا في مساعدة الزوج في المصاريف والأعباء المادية، خاصة إذا وفر هذا العمل استقرار العائلة وحقق اكتفاءها الذاتي، إلى جانب هذا ترى فتيات أخريات أن هذا الأمر يصب في صالحهن، كونهن سيتمتعن باستقلالية و كذا مساواة بين أزواجهن.
فتيات تصفن الشباب بالإستغلاليين
ضاربت آراء ووجهات الفتيات بخصوص تفضيل الشباب للعاملات في مسألة الزواج، حيث رأت بعضهن أن هذا الأمر يعد إجحافا في حقهن واصفات الشباب بالإستغلاليين، كما أضفن في حديثهن أنه من المفروض أن يتم اختيار الزوجة لأسباب أخرى، كالدين والخلق والحياء وليس الطمع براتبها، رافضات فكرة أن تكن زوجات اخترن بسبب عملهن، كما قالت أخريات إن علاقة المودة والمحبة بين الزوجين ستكون مربوطة بالعمل والجانب المادي فقط، وفي هذا الصدد قالت ياسمين وهي عاملة في إحدى المؤسسات العمومية، إنها ترفض أن يكون اختيارها كزوجة من أجل عملها، وهذا ما أكدت عليه يسرى التي قالت إنها رفضت عريسا تقدم لها بسبب منصبها ووظيفتها الجيدة.
علماء اجتماع يرجعون السبب إلى غلاء المعيشة وتغير نظرة الشباب للعاملة
أجمع عدد من المختصين في علم الإجتماع، الذين حاورتهم “الموعد اليومي”، على أن سبب هذه الظاهرة هو غلاء ، حيث صار لزاما على الشباب أن يختار زوجة تعينه على مصاريف وأعباء الحياة اليومية، إضافة إلى تغير نظرة المجتمع للمرأة العاملة، فبعدما كانت محط تعليق وسخرية لدى الكثيرين، صارت اليوم مطلبا ملحا وشرطا أساسيا لإنجاح مشروع الزواج، خاصة وأنها أظهرت قدرتها على تولي مناصب ووظائف سامية ومهمة، إضافة إلى تمكنها من تحقيق ذاتها وتوفير كل احتياجاتها.
ق.م