-
طلبات كثيرة على التكوينات المكثفة قبل انقضاء شهر جويلية
يستغل بعض الشباب فرصة العطلة الصيفية من أجل القيام ببعض التكوينات التي لا يمكنهم أداءها خلال السنة، لعدة اعتبارات تتعلق في الغالب بالدراسة أو العمل.
يتوجه الشباب الراغب في التحضير الجيد لمستقبله وعدم اضاعة الوقت للقيام بتكوينات متنوعة خلال العطلة الصيفية، لكن وإن كان فصل الصيف يناسب هذه الفئة من حيث الوقت، فإنه لا يناسبها من حيث العروض المقدمة من طرف المدارس الخاصة، فيصطدمون باختزال هذه المدارس لنشاطها في تقديم بعض المعلومات حول التكوينات المتاحة أو اقتراح تسجيلهم للدخول الاجتماعي المقبل، خاصة وأن العاملين في هذه المدارس كغيرهم من المواطنين يرغبون في الاستمتاع بالعطلة، ولذا تقوم أغلب مدارس التكوين بتعليق كل نشاطاتها خلال العطلة الصيفية قبل شهر أوت.
.. ما بين الرغبة في الراحة والبحث عن التكوين
ارتأت بعض المدارس العمل بنظام المناوبة لتظل أبوابها مفتوحة خلال العطلة، لكن نشاطها يقتصر على تقديم معلومات حول التكوينات المقدمة من طرف المدرسة، كالتخصصات المقدمة وكل ما تعلق بها كالمدة والتكلفة، أي تجعل عملها محصورا في تقديم جملة من التوجيهات والإرشادات. وفي هذا الخصوص، صرحت لنا الآنسة “خولة” عاملة بمدرسة خاصة للتكوينات في مدينة الرويبة، حيث قالت: “نستقبل في عملنا، كل فترة صيف الشباب الجامعي وحتى العاملين للسؤال حول إمكانية الحصول على تكوينات مكثفة خلال العطلة الصيفية، من أجل الحصول على مؤهلات ترفع مستواهم، أو تفتح لهم آفاقا جديدة للترقية بمناصب عملهم والتميز، وبمجرد أن نخبرهم أن المدرسة تستأنف نشاطها مع الدخول الاجتماعي المقبل يصابون بخيبة الأمل لأن العطلة بالنسبة لهم هي الفرصة الوحيدة المتاحة لهم للتكوين”.
وعن سؤالنا حول التخصصات التي يتطلع إليها الراغبون في تكوينات خلال العطلة، قالت “خولة” إن اللغات الأجنبية تحتل الصدارة، إضافة إلى تعلم فنيات الاتصال والتواصل في مجال الإعلام والتحكم في المعلوماتية والتجارة.
وأضافت “خولة” أنه ورغم أن بعض المشرفين على المدارس التكوينية حاولوا تغيير نظام العمل، إلا أنه قوبل بالرفض من قبل العاملين، بحكم أنهم يفضلون شهر أوت للاستمتاع بعطلهم، ولذا فهم مضطرون لتقديم تكوينات مكثفة خلال شهري جوان وجويلية فقط.
من جهتها، ترى “سلوى” عاملة بمدرسة تعلم فنون الطبخ بالعاصمة، أنه وإلى وقت قريب كانت العطلة بالنسبة للبعض فرصة للتعلم، وهو ما كانت تشهده مدرستنا من إقبال رغبة في تعلم بعض فنون الطبخ التقليدي أو العصري شرقي أو غربي، غير أنه في السنوات الأخيرة بات الكل يرغب في الاستمتاع بعطلته وتحديدا في شهر أوت الذي تحيل فيه أغلب المؤسسات موظفيها على العطلة السنوية، بينما تظل أخرى تقدم الحد الأدنى من الخدمة، من أجل هذا قررت إدارة المدرسة أن تبقي أبوابها مفتوحة فقط من أجل تقديم بعض المعلومات حول التكوينات المتاحة لأن الطلب على التكوين قليل ولا يرقى لتكوين فوج، كما أن الأغلبية لا تلتزم بالحضور في التوقيت المناسب، لهذا لا مجال مطلقا لتقديم تكوينات في شهر أوت، رغم أنها تعتبر الفرصة الوحيدة بالنسبة للكثيرين.
مدارس تحدث الاستثناء
ورغم أن غالبية المدارس تحاول استغلال شهر جويلية لاستكمال التكوينات حتى تتمكن من غلق أبوابها والخروج في عطلة خلال شهر أوت، فإن هناك بعض المدارس على قلتها قررت أن تجعل شهر أوت بمثابة الاستثناء، حيث سطرت برنامجا مكثفا، نزولا عند الطلب الكبير على التعلم، وتعتبر مدارس تعلم اللغات من أكثر المدارس التي تقوم بالاستثناء على اعتبار أن هذا المجال من أكثر المجالات التي أضحى الشباب يتطلع إليها، إضافة إلى دورات تعلم فنيات الإعلام الآلي، والذي قال بخصوصه السيد “هشام”، “نحاول على مدار السنة ربط العديد من العلاقات مع أساتذة يبدون رغبتهم في الإشراف على تقديم دروس خلال العطلة الصيفية وطبعا يكون أجرهم مضاعفا، لأن أغلب الذين نتعاقد معهم يعملون طيلة السنة، وبحكم أن العطلة لا تعني لهم شيئا لتقدمهم في السن أو لملء وقت الفراغ، يقبلون العمل في هذا الشهر بالذات، وبهذه الطريقة تمكّنا من تلبية رغبة الباحثين عن التعلم والتكوين”.
لمياء بن دعاس