لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله شأن عظيمٌ، ومكانة عالية، ولا يعرف حقيقته وعظيم قدره إلا خالقه سبحانه وتعالى ، فلقد اختاره الله تعالى واصطفاه على جميع البشر، وفضَّله على جميع الأنبياء والمرسلين، وشرح له صدره، ورفع له ذكرَه، ووضع عنه وِزْرَه، وأعلى له قدرَه. والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد الكثير من الأدلة التي تبين عِظم قدره صلى الله عليه وسلم عند ربه عز وجل، فقد زكَّاه في عقله، فقال سبحانه ” مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى”، وزكَّاه في لسانه وكلامه فقال” وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ” وزكَّاه في بصره، فقال” مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ” وزكَّى فؤاده، فقال” مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى”، وزكَّاه في صدره، فقال” أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ” ، وزكَّاه في رحمته بالمؤمنين، فقال” بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ “، وزكَّى معلمه فقال” عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى” وزكى أصحابه فقال” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ” وزكاه وأثنى على أخلاقه كلها فقال تعالى” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”. قال القرطبي: ” وروي عن الضحاك عن ابن عباس قال: يقول له: ما ذُكِرْتُ إلا ذكِرْتَ معي في الأذان، والإقامة والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عرفة وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها”. وقال قتادة: ” رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهّد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله “.
من موقع إسلام أون لاين