سيناريوهات المسلسلات العربية أزمات مستمرة وسطو يتكرر كل عام.. واسيني الأعرج يتهم صناع المسلسل المصري “النهاية” باقتباس روايته

سيناريوهات المسلسلات العربية أزمات مستمرة وسطو يتكرر كل عام.. واسيني الأعرج يتهم صناع المسلسل المصري “النهاية” باقتباس روايته

تحت ذريعة توارد الخواطر، انتقل بعض كتاب السيناريو من تكريم أفكارهم على الشاشة، إلى أروقة المحاكم، للمطالبة بحقوقهم المالية والمعنوية، بعد أن طالت أيدي شركات إنتاج ومخرجين أفكارهم وأعمالهم المكتوبة، لتجد طريقها إلى الشاشة مكتملة العناصر، دون إشارة إلى صانع الفكرة أو مؤسس العمل الدرامي.

قصة تتكرر كل عام، وعلى قلة الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة جائحة كورونا والاحترازات الوقائية، إلا أنه لم يخلُ من قضايا تتعلق بالملكية الفكرية لأعمال درامية، كان أكثرها إثارة للجدل فضيحة من العيار الثقيل أثارها واسيني الأعرج الروائي الجزائري، متهما صناع المسلسل المصري “النهاية” باقتباس روايته.

 

تشابه كبير

مسلسل “النهاية” من بطولة يوسف الشريف لم يكن الأول، وبالتأكيد لن يكون الأخير في سلسلة أزمات السيناريو، وهي الأزمة الأشهر للعام 2020، التي بدأها الروائي الشهير واسيني الأعرج، عبر مقال طويل نشره على حسابه بـ “فايسبوك”، عقب الحلقة الأخيرة من المسلسل، بعد أن اكتفى بالصمت طيلة شهر رمضان المبارك أثناء عرضه، جاء مقاله بعنوان “فضيحة من العيار الثقيل: مسلسل 2120/ النهاية، يسطو على 2084/ حكاية العربي الأخير”.

ومن أوجه التشابه بين المسلسل والرواية فكرة احتجاز آدم عالم الفيزياء في القلعة الصحراوية، من أجل إنجاز مشروع القنبلة النووية الصغيرة، أو قنبلة الجيب، وفي المسلسل نجد المشروع ذاته، إذ يتم احتجاز المهندس زين في الواحة من أجل إنجاز مشروع الدرع.

نحن داخل حالة يتماهى فيها المسلسل في الرواية، كما وصفها، من خلال تفاصيل كثيرة مثل الهولوغرام والزوجة الافتراضية وأفكار أخرى، واستند إلى آراء لأدباء ومهتمين بروايته وثّقتها الصحافة، حتى نهاية الرواية لم تسلم من “السرقة”، حينما يترك إياد نصار الواحة ويصعد عبر مركبة فضائية، ويطلق من خلالها صاروخا نوويا يدمر الأرض ويحولها إلى صحراء، وهو نفس آخر مشهد في الرواية، حينما تقوم طائرات القلعة برمي القنبلتين النوويتين على السد والبشر لتحيل كل شيء إلى خراب، وفي الرواية ابنة آدم يونا، هي التي وجدت والدها بعد الانهيار والتفجير النووي وتحطيم السد، وفي المسلسل بعد تدمير العالم، ابنة الملجأ هي التي عثرت عليه بعد انهيار الواحة والعالم.

وأكد واسيني الأعرج أنه اتصل ببعض الهيئات الدولية لمعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها “حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في جنيف”، مع المتابعة القريبة من الوكيل الأدبي ودار النشر، فيما علق عمرو سمير عاطف مؤلف المسلسل بأن أي شخص لديه دليل على سرقة محتوى عمله الأدبي عليه التوجه إلى القضاء، وزاد الطين بلة حينما ذكر في تصريحات صحافية أنه لم يقرأ للروائي الجزائري، ولم يسمع عنه من قبل.

 

اقتباس أم سرقة

في السباق الرمضاني لهذا العام، لاحظ المشاهدون تشابها كبيرا بين أعمال درامية عربية وروايات شهيرة، أو أعمال غربية، إلى حد وصل إلى زعمهم أنها “سرقة أدبية”، مثل مسلسل “الفتوة” المصري، من بطولة الفنان ياسر جلال، الذي يجسد شخصية حسين الجبالي، وهو الاسم نفسه الذي دارت حوله رواية “أولاد حارتنا”، للروائي الراحل نجيب محفوظ، كما أن التشابه يبدو ملحوظا في الزمان والمكان، حيث تدور الأحداث في حي الجمالية عام 1850.

والأمر ذاته مع مسلسل “فرصة ثانية”، من بطولة الفنانة ياسمين صبري، الذي يشابه في أحداثه قصة الفيلم الأجنبي The VOW.

وعودة إلى عام 2019، فلم يكن أفضل حالا، ففيه برزت مجموعة من القضايا والادعاءات بملكية أفكار وسيناريوهات، واقتباس أفكار دون إشارة إلى المصدر، مثل قصة “ولد الغلابة” للفنان أحمد السقا، الذي تتشابه قصته إلى حد التطابق أحيانا مع قصة مسلسل  Breaking Bad، ويحترف فيه البطل تجارة المخدرات، ويتخلى عن مبادئه مرتكبا جرائم قتل.

كما نال مسلسل “عذراء” الكويتي، لشجون الهاجري، جانبا من تعليقات الجمهور، الذي وجده مقتبسا عن المسلسل الأمريكي  Orange is the new black، الذي تحاك فيه المؤامرات في سجن النساء ضد بطلة العمل.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى مسلسل “الهيبة”، ففي جزئه الثاني كتب الجمهور تعليقات حول تشابه خطوطه الدرامية مع أعمال أجنبية شهيرة، مثل مسلسل Peaky Blinders، ويجسد رئيس العصابة الوسيم المحبوب، الذي ينجح في الهرب كلما همت الشرطة بالقبض عليه، إلى حد التشابه في بوستر العمل أيضا، أما الجزء الثالث من السلسلة فجاء مستوحى من المسلسل الإسباني الشهير La casa de papel، حينما تقع المرأة في غرام المجرم دون أن تعرف، ففي المسلسل الإسباني تقع المحققة في غرام المجرم دون أن تتعرف على هويته، وفي “الهيبة” تقع المذيعة في حب جبل شيخ الجبل، بعد أن كانت تحشد الرأي العام ضده.

ق/ث