الموعد اليومي: من تكون غنية سيليني في تفاصيل نصها؟
سيليني غنية: أستطيع القول إن الكتابة هي التجربة الأولى للحياة ليس قبل ذلك إلا مسافة مفقودة، ليجد الكاتب أدواته ويعرف من نفسه أنه خلق ليساهم في تشكيل الفكر الانساني الذي هو مسيرة متجددة تتطلب الكثير من العناء والبحث وإخراج تقاطعات النفس في صورة يمكن قراءتها بجلاء، نعم من هنا يمكن أن نجد تعريفا عاما للبداية الأولى لدى الكاتب، وعن نفسي فإن الاستمرار في حشد الواقع بكل تفاصيله
وتفسيره ضمن نص يمس الذات بشيء من التصوير الفني الذي يجد له ظلا بدواخلنا جميعا هو أمتع ما يمكن أن يفسر سيليني غنية الكاتبة.
– هل الإصدار هو الفيصل في مسيرة المبدع الشاب؟
*إن ذهابنا إلى الاحتفاء بالإصدار يشبه تماما الفرح بالمولود الذي يستولي على الكثير من عواطفنا، ونتعلم أن نعيش معه لفترة طويلة هي فترة تشكيل البعد الإنساني في النص، ومن ثم فإن الإصدار ينقلنا من الحالة الفردية إلى حالة الكيان الجمعي، أو دعنا نقول جماهيرية الفكرة التي خرجت للعلن لتبحث لها عن الانتشار والتأييد الذي غايته البناء، نعم للإصدار الفيصل في تفسير حقيقة الكاتب واقعيا.
– ما علاقة الكاتب بالواقع الافتراضي، وهل أصبح هذا العالم ملاذه لتحقيق النجومية؟
* جميل أن يأخذ وجود الكاتب معنى النجومية والتي هي ليست سببا لتضخيم الأنا بقدر ما هي وسيلة لإيصال الفكرة. وعن الواقع الافتراضي، فمن منظوري فإنه أصبح يشكل المظهر الفعلي للحياة الواقعية إذا كان تعريف الواقع هو تحقيق التواصل المثمر، فالأجدى أن تكون الوسيلة السريعة والمنتشرة على نطاق واسع وببدائل متنوعة افتراضيا مرادفا لما نطلق عليه الواقع الافتراضي، وهو الأداة الفاعلة لدى الكاتب الذي يبحث عن مكان له عند القراء وحتى لدى الكتاب الذين رسخوا وجودهم، فإنهم بحاجة للتواصل الافتراضي بغرض الاستمرارية وتعميق الأثر لدى القارئ.
– هل تشاركين القارئ كتاباتك أكثر من مشاركتك الناقد لها؟
* في الواقع هناك تسلسل جميل في طرحك، فمن منطلق أن الواقع الافتراضي يدعم التواصل المباشر مع القارئ والتفاعل معه ويقدم عديد الخيارات لهذا الأخير، فإنه أصبح يمارس دوره كناقد هذا من ناحية معاينة الفكرة وتبنيها أو رفضها، أما من الناحية الفنية، فإن الناقد ما زال يحتفظ بمكانة هامة لا يمكن اختصارها.
– ما الذي يحدد نقطة البداية في أي نص هل هو العنوان أم النص في حد ذاته؟
* إذا كنت تقصدين من أين تبدأ معالم النص، فإن هذا السؤال يأخذ عديد الأبعاد فيمكن أن يبدأ الكاتب من الفكرة أو قد ينسجم مع حالة معينة يتفاعل معها لإنتاج النص وغير ذلك، أما عن العنوان والنص فأنا اعتبره الصورة النهائية التي يتوصل لها.
– لو صنفت كتاباتك على نحو الكتابة النسوية هل تقبلين ذلك أم ترفضين ذلك وتعتمدين على أن الكتابة لا جنس لها؟
* في البداية البعد الذي طرحته هام جدا لتعريف الساحة الأدبية، فإذا افترضنا أن التميز والإتقان والجودة وغير ذلك من المصطلحات التي تقيم العمل الأدبي تشكل محور ترتيب العملية الإبداعية، فلن يبقى لمفهوم الأدب النسوي والأدب الرجالي معنى هنا، أما إذا كان من باب الرفع من قيمة المرأة والإشادة بقدراتها الإبداعية فأنا مع هذا التصنيف بل ويسعدني ذلك.
– ما الذي يبهرك قارئ يكرر ما تكتبين؟ أم توقيع بالإهداء؟ أم مسابقة أدبية تتألقين فيها وتحقق لك الشهرة أم قراءة نقدية لاذعة تستفيدين منها في تقويم عملك الإبداعي؟
* أنا يسعدني كل ذلك وأجده مدعاة للسعادة وتحقيق الذات، فأين لي بقارئ يتشبث بفكرتي ولا يحفزني ذلك على المزيد من البذل، وكيف لي ألا أفرح بميلاد عرس أدبي تتألق فيه الكلمة ويحضرها البهاء، أما عن المسابقات الأدبية فأعتبرها تتويج القدر لجهد استحق أن يعيش طويلا، ومن منا لا يبحث عن الانتعاش لما بعد الحياة المفترضة وأتوقف عند النقد أنا لا أسميه لاذعا بقدر ما أصفه بالحرص على توخي الجمال وتحقيق الكمال بمفهومه الانساني..
– شيء لم تقله سيليني غنية تود قوله؟
* سعيدة بوجودي بينكم وأفضل ما يلخص فرحي بكم هو القصيد
وإليكم تكون صلاة الروح مهداة لكل قراء جريدة الموعد اليومي أشكركم على منحي فرصة البوح هذه.