الجزائر- كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، عن زيارة مرتقبة سيجريها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني “فايز السراج” إلى الجزائر لإطلاع الجزائريين على اتفاق باريس مع القائد العام للجيش
الوطني المشير خليفة حفتر.
وأكد المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن فايز السراج سيلتقي خلال زيارته إلى الجزائر الوزير الأول، عبد المجيد تبون، كما سيجري مباحثات مع وزير الخارجية، عبد القادر مساهل.
وذكر المصدر أن هدف الزيارة التي سيجريها السراج، ينصب في إبلاغ السلطات الجزائرية بفحوى اجتماع باريس الذي عُقد الثلاثاء الماضي مع خليفة حفتر”، والذي انتهى إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتوفير الظروف المناسبة لإجراء انتخابات في ليبيا”، حيث “تعهد السرّاج وحفتر بالسعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية بسيادة القانون تضمن فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، وتفعيل اتفاق الصخيرات السياسي، ومواصلة الحوار السياسي الليبي، استكمالا للقاء أبو ظبي في ماي 2017”.
حضور إيطالي غير معلن
وكشف المصدر وجود تفاهمات جزائرية إيطالية حول آلية الحلول في ليبيا، بعيدا عن اتفاق باريس، كما توقع المصدر نفسه حضور إيطاليين إلى الجزائر بالتزامن مع تواجد السراج وعدد من وزرائه في حكومة الوفاق.
ويأتي اختيار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، للجزائر بعد اجتماع باريس نظرا للأهمية والدور الذي لعبته في مسار حل الأزمة الليبية وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء، وكذا دورها في إعادة بناء الدولة الليبية والمساهمة في معالجة المشاكل الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وكذا ملف مكافحة الإرهاب لبسط الأمن والاستقرار في البلد.
وقد أسفر “لقاء باريس” الذي جاء برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفي حضور مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة عن 10 نقاط رئيسية، أهمها ما جاء عن تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت ممكن، والتزام وقف إطلاق النار وتفادي اللجوء للقوة المسلحة فيما عدا مكافحة الإرهاب، وتفعيل الاتفاق السياسي، وإدماج المقاتلين الراغبين في الالتحاق بالجيش.
باريس تُطلع الجزائر على تفاصيل لقاء السراج وحفتر
من جهتها، أطلعت الحكومة الفرنسية نظيرتها الجزائرية على تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج والقائد العام لقوات الجيش المشير خليفة حفتر برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية في بيان لها، الخميس، أن “الوزير عبد القادر مساهل أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان”.
وأوضحت أن تِلْكَ المكالمة التي تندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك طبقا لتعليمات رئيسي الدولتين عبد العزيز بوتفليقة وإيمانويل ماكرون “تمحورت خاصة حول نتائج اللقاء الذي جرى بباريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي بين السراج وحفتر”.
وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن “مساهل تحادث قبل ذلك مع وزير الشؤون الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة الذي سيزور الجزائر في الأيام القليلة المقبلة.
وخلص البيان إلى أن مساهل أكّد لنظيريه الليبيين أن “الجزائر ستواصل جهودها لمرافقة الأطراف الليبية في بحثها عن سبل استتباب السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق والجار عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية”.
