سيلا 22… شبان مبدعون ينافسون الكبار

elmaouid

تواصل اللقاءات الأدبية مع الكتاب المشاركين في الطبعة الـ 22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب استقطاب جمهورها في ظل أصداء عن تراجع الزوار مقارنة بالطبعات السابقة حسب ناشرين وكتاب.

 

وعرفت العديد من أجنحة دور النشر الجزائرية والأجنبية حضور كتاب كبار شاركوا قراءهم رواياتهم الجديدة، على غرار واسيني الأعرج وأمين الزاوي وكوثر عظيمي.

وقدم واسيني الأعرج بجناح منشورات “المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية” عمله الجديد بحضور حشد من محبيه الذين توافدوا بقوة لاقتناء هذه الرواية.

ونشط من جهته أمين الزاوي بيعا بالإهداء لروايته الأخيرة الصادرة عن منشورات “البرزخ”، فيما توافد حشد كبير على الروائية الشابة كوثر عظيمي التي وقعت عملها الجديد الذي دخل مؤخرا غمار المنافسة على جائزتي “رونودو” و”مديسيس” الفرنسيتين للأدب.

كما نشط كتاب آخرون بيعا بالإهداء عبر مختلف دور النشر، على غرار نجيب اسطمبولي وأمينة شيخ ولزهاري لبتر.

وعرفت دور النشر العربية والأجنبية التي تصدر إنتاجاتها باللغة الإنجليزية إقبالا، وخصوصا من فئة الطلبة على مختلف الكتب العلمية والأدبية على غرار كلاسيكيات الأدب الأنجلو – ساكسوني.

وقال عارض بريطاني يقدم إنتاجات متنوعة إن الأعمال الكلاسيكية تصدرت طلبات الزوار من الطلبة.

 

الاتصال حلقة مفقودة

اعتمدت محافظة الصالون لأول مرة على تطبيق إلكتروني يسمح لمتصفحه الحصول على معلومات حول العارضين وأجنحتهم وكذا عناوين الكتب المتوفرة، بالإضافة إلى برنامجه الثقافي ومواعيد النشاطات.

ويمكن للزوار التواصل أيضا مع الصالون وبرنامجه من خلال موقعه الإلكتروني الذي يمكنهم بدوره من الحصول على معلومات حول البرنامج الثقافي للتظاهرة.

غير أن الصالون من جهة أخرى لم يعتمد سياسة اتصالية واضحة، حيث غاب التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك وتويتر، كما قلت كثيرا الملصقات حول هذا الموعد بمحطات الترامواي والميترو وقد غاب أيضا الراديو المتنقل الذي اعتاد الزوار على إعلاناته المتعلقة بالصالون.

وتتواصل فعاليات صالون الجزائر الدولي الـ 22 للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة إلى غاية الخامس نوفمبر.

يسجل معرض الجزائر الدولي للكتاب، حضور مجموعة من الروائيين الشباب بأعمال مختلفة لأول مرة.

وأصدر أغلب الروائيين الجزائريين الشباب المشاركين لأول مرةّ في معرض الكتاب الدولي أعمالهم عن منشورات “دار المثقف” للتوزيع والنشر، الواقع مقرّها بباتنة (شرق) وتملك فروعا في عدّة محافظات من البلاد، فضلا عن بعض دور نشر أخرى وعددها قليل جدا.

وحضرت أزيد من 120 رواية جديدة في الدورة الـ22 التي تنظم بقصر المعرض نادي الصنوبر بالعاصمة الجزائر، حسب أرقام ذكرها مؤخرا موقع “أبوليوس” للرواية الجزائرية على موقعه الرسمي على الأنترنت، يحتفي الصالون بعديد الأقلام الشابة.

ويلتقي القراء في معرض الكتاب مع أسماء روائية تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 25 سنة، وتكتب باللغات الأربع: العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية.

ويشارك في المعرض “أيمن بوربالة” وهو أصغر روائي في الجزائر، وعمره 14 سنة بروايته “كرّة خاسرة”، وكتاب يضم مجموعة من النصوص الأدبية عنوانه “صرخة” أصدره وعمره 13 سنة حسب حديثه لـ “الأناضول”.

وتُوقِّع منى غربي، صاحبة الـ19 ربيعا، أول رواياتها بعنوان “قبلة الموت” والتي تمس مواضيع شتى كقضايا الطفولة والتعليم والحب والكراهية والحروب والعالم الافتراضي وغيرها من خلال شخصية امرأة فنانة تتداخل فيها عدّة شخصيات.

وقالت غربي، لـ “الأناضول”: مشاركتي مهمة في المعرض، وجد سعيدة وفرحة بذلك خاصة وأنّها تتيح لي فرصة الظهور واستقبال مجموعة، حتى ولو بسيطة، من قرائي الذين لا أعرفهم.. والتقي أيضا بكُتّابي المفضلين”.

وتحط ميلسيا لكريب، الرحال في المعرض، برواية كتبتها بالإنجليزية وسمتها بـ “الجبان” (COWARD)، ترصد في طياتها قصة فتاة آمنت بالحب عن بُعد عبر الشاشة، وكيف تحدث الخيانة بعدها، وكيف جرحت مشاعرها.

وتؤكد لكريب، أنّ حضورها الأول في المعرض يعدّ انطلاقة رسمية لها في ميدان الكتابة الأدبية وفرصة ذهبية للتعريف بروايتها الأولى.

وأشارت في حديث للأناضول، أنها “جدّ متحمسة ومتشوقة لملاقاة قرائها وأحبائها من متابعيها على مواقع التواصل، والذين شجعوها ووعدوها بالحضور يوم توقيع الرواية”.

وتنزل زينة عمراني، كاتبة وشاعرة، على فعاليات النسخة الـ22 من معرض الجزائر الدولي للكتاب، بمجموعة شعرية وسمتها بـ “قبل الرحيل”، صادرة عن منشورات “دار الكتاب العربي”، والعمل سينزل قريبا بمكتبات باريس وكندا باللغتين الأمازيغية والفرنسية.

وبـرواية “انفصام بتوقيت الافتراض” تزور حميدة شنوفي، صالون الكتاب لأول مرة، لتوقع عملها الجديد لقرائها، وتحكي فيه عن العلاقات الافتراضية بين الجنسين، بما فيها من صهيل الأنفاس، وصخب المشاعر، وحب التسلط وغيرها من القضايا التي تحدث خلف جدران الفضاء الافتراضي.

ويوقع عمر بن شريط، صاحب الـ19 سنة، في المعرض روايته الموسومة “الجريمة البيضاء” الصادرة عن منشورات “دار المثقف”، إلى جانب مواطنه سيف الدين بن نعيجة (18 سنة وطالب في الثانوية العامة)، الذي يهدي جمهوره باكورة أعماله الأدبية “تبنى الأحلام في يناير” الصادرة عن المنشورات ذاتها.

وتلتقي ابتسام رمضاني، باحثة دكتوراه تخصص علم إجرام وسياسة جنائية (24 سنة) قراءها برواية تعدّ أولى تجاربها الإبداعية تحت عنوان “تاج الشرف العظيم”.

وتنافس هذه الأسماء وغيرها (عددها أكثر من 84 كاتبا شابا) كتّابا معروفين في الجزائر والعالم العربي وكذلك في الدول الغربية على غرار الروائيين واسيني الأعرج، أمين الزاوي، عبد الرزاق بوكبة، محمد ساري، سعيد بوطاجين، بشير مفتي، واسيني الأعرج، ربيعة جلطي، إسماعيل يبرير.. وغيرهم.

ويرى الكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبة، أنّ بروز كم كبير للكتّاب الشباب دليل قاطع على أنّ هناك نبض مبشر في الساحة الأدبية الجزائرية بالرغم من الإجهاضات المعتمدة من طرف السلطة والمجتمع على السواء.

وقال بوكبة، للأناضول، “من الرائع وجود عشرات الكتّاب الفتيان يوقعون كتبهم في معرض الكتاب سواء لأول مرّة أو الذين قدمّوا أعمالا سابقة”.

وأضاف المتحدث: “ولد معظمهم بعد مرحلة الإرهاب في التسعينيات، وتشكل وعيهم في الزمن البوتفليقي (مرحلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ 1999)، فما معنى ألا نكتب هذا الجيل في نصوصنا، ولا نسمح له بأن يكتب نفسه؟”.

وأشار المتحدث إلى أنّه “إذا كان هناك معطى علينا أن ندينه، في ظاهرة الكتّاب الجدد، فهو أن سحب الدّعم الحكومي للكتاب والنشر تزامن مع ظهورهم، بعد أن غرف المئات من سابقيهم منه، من غير أن يقدّم معظمهم كتبا جديرة بأن يحفظها التاريخ!”.

ولفت بوكبة، أكثر الكتّاب المكرّسين الذين شجعوا الموجة الجديدة أنّه لو كان وزير الثقافة منسجما مع دور وزير الثقافة، لوضع استراتيجية محكمة ومدروسة لاحتضان واستيعاب هذه الأقلام الجديدة، ووضعها على السكّة والطريق الصحيح، لا أن يقول “إن زمن السوسيال (الدعم) قد انتهى”.

من جهته، يعتبر قادة زاوي، رئيس منشورات “الجزائر تقرأ” خاصة أنّ حضور الكاتب الشاب لأول مرّة بعمل أدبي في معرض الجزائر الدولي للكتاب هو فعل معبر عن نتاج ثقافي جديد.

وشدد قادة زاوي، على ضرورة الإشادة والاحتفاء بهذه الأسماء المبدعة الجديدة وبتجاربها الإبداعية الأولى التي ترصع رفوف المكتبات الجزائرية، إلى جانب أعمال الكتاب الكبار.