سطرت وزارة الثقافة والفنون، نشاطات فكرية وفنية متنوعة، تحت شعار “الكتاب في الشارع” في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 25، التي تنطلق فعالياتها يوم 24 مارس الجاري.
وتحتضن فضاءات تابعة لوزارة الثقافة بعدة ولايات، عديد الأنشطة الثقافية، حيث يستضيف جناح الوزارة في 26 مارس ندوة بعنوان “حضور الذاكرة الوطنية في الأدب الجزائري” وأخرى حول ”دور الترجمة في استعادة الأدب الجزائري المهاجر” في الـ 28 مارس.
وينتظر تنظيم ندوة بعنوان “تجربتي مع الجوائز الدولية: يوسف وغليسي وعبد اللطيف ولد عبد الله نموذجا” يوم الـ30 من الشهر ذاته، إضافة إلى ندوة في ختام المعرض حول “تنظيم سوق الكتاب في الجزائر: شرح النصوص التطبيقية لقانون الكتاب”.
وعلى هامش معرض الجزائر الدولي للكتاب، سطرت الوزارة نشاطات في 58 ولاية، تحت شعار “الكتاب في الشارع”، حيث ستعرف ساحة الحرية ببلدية زرالدة ومنتزه الصابلات بحسين داي وساحة الشهداء ببرج الكيفان معرض منشورات وزارة الثقافة من رصيد المكتبة ومعرض بيع الكتب والوسائط التربوية، معرض تعريفي بشبكة المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية في الفترة بين 26 و30 مارس الجاري.
وتحتضن عديد الولايات برامج ثقافية خاصة بالكتاب تنظمها المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية وملحقاتها وهذا تحت إشراف مديريات الثقافة، وتنظم هذه النشاطات في الساحات العمومية والمناطق النائية والمؤسسات التربوية.
وتشمل هذه الأنشطة الثقافية معارض الكُتب من رصيد المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية في الساحات العمومية والأحياء ومعارض الكتاب في بعض المحطات البريّة، إضافة إلى برمجة ورشات القراءة والكتابة والتلخيص وكذا زيارات ميدانية لفائدة تلاميذ الأطوار التعليمية للتعريف بالرصيد الوثائقي للمكتبات وخدماتها.
ويتخلل البرنامج الثقافي المسطر مسابقات تثقيفية وتربوية لصالح الأطفال وقوافل المكتبات المتنقلّة إلى المناطق النائية، إلى جانب خرجات ميدانية في البلديات النائية لتنظيم ورشات حول الكتاب والقراءة بالتنسيق مع الجمعيات الثقافية المحلية، وورشات القراءة والرّسم في المناطق البعيدة بولايات الجنوب.
وستكون دولة إيطاليا ضيف شرف الدورة، فيما سطرت برنامجا ثقافيا يعكس عمق العلاقة بين الجزائر وإيطاليا.
وكشفت محافظة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، أن اختيار إيطاليا قرار مدروس بعناية كبيرة لما بين الدولتين من علاقات وطيدة استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا وتاريخيا وثقافيا، خاصة وأنّ إيطاليا دعمت القضية الجزائرية خلال ثورة التحرير (1954-1962)، وأنّ تراثها الثقافي الاستثنائي وأدبها المعاصر وإسهاماتها المختلفة، تشكل عناصر مواتية لمشاركتها في التظاهرة.
وأوضحت أن التعاون بين الجزائر وإيطاليا لم يكن وليد اليوم، بل جذوره تمتد لسنوات طويلة خلت، فكانت إيطاليا من الداعمين للقضية الجزائرية لنيل الاستقلال والتحرر من قيود الاستعمار الفرنسي، ووقفت إلى جانب الجزائر إبّان العشرية السوداء سنوات التسعينيات من القرن الماضي، كما يعدّ البلد من البلدان الغزيرة الإنتاج في المجالات الثقافية والأدبية والفنّية.
ووقعت الجزائر وإيطاليا في نوفمبر 2021، ثلاث اتفاقيات تشمل قطاعات التربية والعدالة وحماية التراث الثقافي، على هامش زيارة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا للجزائر.
وقال الرئيس عبد المجيد تبون، لدى استقباله لنظيره الإيطالي، إنّ زيارة هذا الأخير للجزائر تعد “مناسبة فريدة نستحضر من خلالها تاريخنا المشترك، الذي ألهم واقع العلاقات النوعية” التي تجمع بين البلدين.
ومن أبرز أوجه التعاون الإيطالي- الجزائري على الصعيد الثقافي والفنيّ، التحفة السينمائية المنجزة بشراكة بين الدولتين، الفيلم التاريخي (معركة الجزائر) -1966- للمخرج جيلو بونتيكورفو، الذي نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي.
وشكّل التعاون فيما يتعلق بحماية التراث محورا هاما في العلاقات الثنائية، تحقق من خلال مشاريع واتفاقيات تم تنفيذها وتجلت نتائجها في ترميم معالم وشواهد تاريخية وأثرية.
وتنظم الطبعة الـ 25 من معرض الكتاب، تحت شعار “الكتاب جسر الذاكرة”، وتعرف مشاركة أزيد من 1000 ناشر موزعين على دور نشر محلية وعربية وأجنبية، إضافة إلى حضور بارز لمثقفين وكتّاب معروفين في الساحة الجزائرية والعربية، منهم سعيد بوطاجين، عبد المالك مرتاض، واسيني الأعرج، الأديب الأردني من أصل فلسطيني إبراهيم نصر الله.. وغيرهم، ومشاركة مبدعين شباب للكشف عن أعمالهم ولقاء القراء وجمهور سيلا.
ب/ص