أكد وزير الصناعة، سيفي غريب، الخميس، خلال زيارة عمل إلى ولاية جيجل، أن مركب سحق البذور الزيتية واستخراج الزيوت “أغريفود” الكائن بمنطقة بازول بالطاهير، سيشرع قريبا في مرحلة الإنتاج، بعد استكمال الروتوشات الأخيرة المتعلقة بمعايير السلامة والتجهيزات التقنية.
وأوضح الوزير، في تصريح صحفي، أن المركب بلغ مرحلة متقدمة من الإنجاز بنسبة تجاوزت 95 بالمائة، حيث لم يتبق سوى وضع اللمسات الأخيرة على نظام الحماية من الحرائق، حواجز البخار، والتجهيزات التقنية، ليكون جاهزًا للانطلاق الفعلي. ووصف المشروع بأنه من “أهم الاستثمارات الصناعية بالمنطقة، لطابعه الاستراتيجي في دعم الصناعات الغذائية الوطنية”. وقد أشار الوزير إلى أن هذا المركب، التابع للشركة القابضة “مدار”، قد تم تحويله إلى القطاع العمومي التجاري بعد مصادرته بموجب قرارات قضائية نهائية، وهو ما يعكس حسبه إرادة الدولة الصارمة في استرجاع الأملاك المصادرة ضمن حملة محاربة الفساد، وإعادة بعثها في إطار تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. وخلال زيارته، أشرف الوزير رفقة والي الولاية، أحمد مقلاتي، والسلطات المحلية، على إعطاء إشارة انطلاق تجارب معالجة مادة الصوجا بالوحدة الإنتاجية رقم 15، كما تابع التجارب الأولية بالناقل العلوي الذي يُعد جزءا أساسيا من سلسلة الإنتاج. وحسب الشروحات المقدمة، بلغت كلفة إنجاز المشروع أزيد من 42 مليار دينار جزائري، ويتوفر على قدرة يومية لسحق بذور الصوجا تُقدر بـ5.000 طن، قابلة للتوسيع إلى 6.000 طن يوميًا، بالإضافة إلى قدرة تخزين تبلغ 100 ألف طن للمادة الأولية و36 ألف طن للزيت الخام. وسيسهم المركب، بعد دخوله حيز الخدمة، في تغطية ما بين 70 إلى 80 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية من أعلاف الحيوانات، وقرابة 25 بالمائة من حاجيات الجزائر من الزيوت النباتية الخام. كما سيوفر المشروع، حوالي 350 منصب شغل مباشر و1.500 منصب غير مباشر، ما يجعله رافعة اقتصادية حقيقية للمنطقة وللاقتصاد الوطني. كما يعكس هذا المشروع، رؤية الدولة لإعادة تثمين وحدات الإنتاج المتوقفة، ويؤكد أهمية السياسات الصناعية الجديدة الرامية إلى تقليص التبعية للاستيراد، خاصة في المنتجات ذات البعد الاستراتيجي كالأعلاف والزيوت.
إيمان عبروس