الجزائر- تمسك وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، بالتعديلات التي أدخلها في جامعة التكوين المتواصل، وقال إنها ستقدِّم دروسا قريبا عن بعد في الماستر، وهذا فيما فند وجود تجاوزات في مسابقة
الدكتوراه، نافيا إشاعات منحها بالمحاباة، وكشف في المقابل أنه سيتم، خلال الايام المقبلة، تقديم عرض أمام مجلس الحكومة حول العلاقة بين البحث العلمي والقطاع الاقتصادي وسبل إرساء الروابط بين الفضاءين.
وأوضح حجار في تصريح للصحافة على هامش التوقيع على الاتفاقيات مع الباحثين الدائمين لتمويل مشاريع ذات طابع اقتصادي واجتماعي، أنه سيقدًّم “في الأيام القادمة” عرضا بمجلس الحكومة حول العلاقة بين البحث العلمي والقطاعين الاقتصادي والجامعي وسبل إيجاد الروابط بين المحيط الاقتصادي والمؤسسة العلمية لتجسيد الابحاث.
وأضاف أن الدولة بصدد “تحديد بعض الإجراءات المحفزة لاستغلال براءات الاختراع وتشجيع الباحثين الناشئين” بوضعهم في مؤسسات صغيرة لتطوير منتوجاتهم ذات القيمة المضافة، مشيرا إلى أن نقل المعرفة من فضاء البحث العلمي إلى القطاع الاقتصادي يشكل “الانشغال الدائم للدولة”.
وأشار أن الحكومة على أتم الاستعداد للمساهمة في “توجيه وتأطير” المحترفين في القطاع الصناعي والعمل على انتقاء مواضيع بحث “أكثر ارتباطا بالميدان” لمختلف أعمال الباحثين من أجل تعويدهم على إيجاد الحلول للعوائق التي يطرحها الواقع الصناعي.
وفي موضوع آخر، قال وزير التعليم العالي أن تصنيف الجامعات يعتمد على ما تقدمه هذه الأخيرة من أبحاث ومعطيات على مواقعها الإلكترونية، مشيرا إلى أن الجامعة الجزائرية تعاني من “نقص في التسويق” مما أثر سلبا على تصنيفها بين المؤسسات العلمية الاجنبية.
وأوضح الوزير أن الهيئات التي تقوم بتصنيف المؤسسات الجامعية “تعتمد فقط” على ما تقدمه الجامعات من أبحاث على مواقعها عبر شبكة الانترنت، وهو ما يتطلب التحكم في هذه المواقع وإثراءها واحترام كل المعايير المعمول بها عالميا بما يمكن أن يحسن من تصنيف الجامعة الجزائرية.
كما أوضح أن الباحثين لا يعرفون تسويق البحوث العلمية، موضحا أنهم لا يحترمون تسمية المؤسسة التي ينتمون إليها، وأنهم لا يعرفون الاستغلال الجيد للمعلومات المتواجدة، وهو ما يؤثر على البحث، قائلا إنه “تم تسجيل بحوث مبعثرة في الجامعات وبأسماء مختلفة خاصة في المواقع الإلكترونية للجامعات، وهو ما يؤثر على سمعة الباحث ودرجة ترتيب بحثه”.
وفي السياق نفسه، قال إنه تم تحديد إجراءات محفّزة للباحثين ووضعهم في مؤسسات صغيرة، لتحسين الخدمات التي تتماشى والظروف الحالية.
وفي شأن جامعة التكوين المتواصل، قال إنها مستمرة وسيتم تقديم الدروس والماستر عن بعد، موضحا أنه لا وجود لبكالوريا “UFC”، بل هو امتحان عام من أجل الالتحاق بالشهادة التي تقدمها جامعة التكوين المتواصل، موضحا أنه سيتم الإتفاق مع المؤسسات والوزارات لتقديم دروس عن بعد وتقديم الدعم للجامعات من خلال الماستر عن بعد مستقبلا.
وفند في المقابل وجود المحسوبية في نتائج الدكتوراه، مؤكد أنّ نجاح البنات فقط في مسابقة الدكتوراه غير صحيح، مشيرا أنه سيجرى تحقيق في حالة ثبوت حالات غش، كاشفا أنه لا يوجد تجاوزات في شهادة الدكتوراه، ولا وجود لأبناء مسؤولين نجحوا فيها، وأن عديد الفائزين في الدكتوراه يدرسون خارج الجامعة التي امتحنوا فيها.