سيدي السعيد يتحدث عن محاولات لضرب استقرار الجزائر اجتماعيا وينتقد النقابات المستقلة.. “لست زعيم النقابيين ولن أسمح بتوريث المركزية”

elmaouid

الجزائر- انتقد الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، النقابات التي تلجأ إلى الإضرابات، حيث قال إنها تبحث “عن الزعامة” في إشارة ضمنية للتنظيمات المستقلة في قطاعات الصحة والتربية التي

عادة ما تختار لغة الإضراب لتحقيق مطالبها الاجتماعية.

وانتقد سيدي السعيد، النقابات المستقلة، التي تختار لغة الإضرابات، وقال “العنف قد يؤدي في النهاية إلى تكسير النقابة والعمال”، مضيفا أنه قرر تغيير أسلوب العمل النقابي والابتعاد عن الصراعات، واعترف بأن الأوضاع جد صعبة وقد تؤدي أي حركة غير محسوبة إلى نتائج وخيمة اجتماعيا، وأضاف مخاطبا النقابيين “حذار اللجوء إلى العنف والإضرابات لأن الحوار هو المفتاح الحقيقي لمعالجة المشاكل”.

ووصف سيدي السعيد، بعض المسؤولين النقابيين المستقلين بـ”الباحثين عن الزعامة” وقال “الزعامة لن تأخذك بعيدا وعلينا نحن أن نتحلى بالمسؤولية الأخلاقية لمعالجة مشاكل العمال وليس تعقيدها”.

فضل عبد المجيد سيدي السعيد، لغة الأرقام لإبراز قوة تنظيمه في مواجهة النقابات المستقلة، وقال بأن المركزية تحصي 2، 9 مليون منخرط وهو ما يجعلها القوة النقابية الأولى في البلد، مشيرا بأن هذا الأمر منبثق من الإرادة النقابية للعمال والمتقاعدين وذلك برغم الصعوبات والانتقادات التي يتعرض لها الاتحاد العام للعمال الجزائريين.

وأكد سيدي السعيد، أنه يرفض الرد على الانتقادات التي تطاله شخصيا أو تطال تنظيمه النقابي، وقال إنه يفضل الرد عليهم في الميدان يوميا من خلال الجهود التي يبذلها لحل مشاكل العمال فرديا أو جماعيا، مشيرا إلى أن التنظيم حريص على الإبقاء على علاقاته مع الشركاء -في إشارة إلى الحكومة والباترونا- “طيبة”، مشددا على ضرورة الموازنة بين الدفاع عن حقوق العمال والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي للبلد.

ورد سيدي السعيد خلال لقائه بأمناء الفيدراليات، الأحد، على ما سماه الشائعات التي لاحقته، مؤكدا أن بعض الأشخاص حاولوا ربطه مع الكيان الصهيوني، ليضيف بخصوص قضية مرضه “نعم أنا مصاب بالسرطان وهذا ليس عيبا”، نافيا ما تردد بشأن حصوله على الجنسية الفرنسية، ليرد بشأن طلبه الحصول على منحة التقاعد بالقول “صحيح طلبت تقييم مسيراتي المهنية وهذا من حقي والبعض استغل ذلك لإحداث البلبلة في أوساط النقابيين”.

وأشار سيدي السعيد، بان عمل المركزية “أقلق البعض” قبل أن يضيف “لست زعيم المركزية ولا قائد إنما رفيقكم في النضال النقابي”، وراح يتحدث مطولا عن الديمقراطية النقابية في خطاب أشبه بكلمة وداع غير رسمية، مؤكدا أن الفدراليات لها كافة الصلاحية لتنفيذ القانون دون انتظار أي تعليمات من الفوق، مؤكدا انه سيقف ضد أي محاولة لتوريث المناصب في المركزية النقابية، وقال بأنه سيتدخل في حال تعيين أي شخص لأحد أقاربه في مناصب داخل هياكل المركزية. وتعهد بتنحيته من منصبه.

وأوضح سيدي السعيد بهذا الخصوص “لا وجود لصاحبي أو أخي أو ابني ولا مكان للمحسوبية داخل الاتحاد”، مضيفا أن العمل النقابي ليس وراثة بل الصندوق هو وحده من يعطي الحق لأي نقابي بتولي منصب في الهياكل.

وتحدث سيدي السعيد على ضرورة نقل المشعل، ليضيف “تسليم المشعل لا يكون بالشعارات بل في الميدان” مشيرا إلى وجود ما بين 20 إلى 30 بالمائة من النقابيين الحاصلين على تكوين في المجال النقابي والذين ينتظرون الفرصة، مشددا على ضرورة التفكير في مستقبل المركزية النقابية، قبل أن يضيف إنه لن يخلد في منصبه وسيأتي اليوم الذي يغادر فيه قيادة المركزية النقابية، سواء بقراره الشخصي أو بقرار من المؤتمر.

 

الاستقرار الاجتماعي يقلق البعض

وتحدث سيدي السعيد، عن محاولات لضرب استقرار الجزائر اجتماعيا، وقال بأن بعض الأطراف الخارجية لا يعجبها الاستقرار الاجتماعي الموجود في الجزائر، مشددا على ضرورة الوقوف كنقابيين ضد كل محاولات تخريب البلد، وقال بأن بعض الأطراف الخارجية تريد استهداف الجزائر باستخدام عالم الشغل، وعدد أربع نقابات عمالية في أمريكيا وألمانيا وبريطانيا واليابان التي تستحوذ في دولها على المشهد النقابي بينما تحاول فرض التعددية النقابية في دول أخرى، وقال بأن تلك التنظيمات التي تسيطر على المشهد النقابي الدولي تملي على التنظيمات النقابية الأخرى ما تفعل وتقول.