سنريهم آياتنا في الأفاق

  سنريهم آياتنا في الأفاق

الذباب يحمل الداء والدواء

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كلَّه، ثم ليطرَحْه؛ فإن في أحد جَناحيه شفاءً، وفي الآخر داءً” رواه البخاري. ترجع فكرة اللقاحات والأمصال إلى أن العلاج بذات السم هو خيرُ وسيلة للنجاة منه، وقد أثبت الطب الحديث أن الذباب يحمل في أحد جناحيه سمًّا، وفي الآخر شفاءً له، ومن هنا فإن حديث الذبابة المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم آية على الإعجاز العلمي للسنة الشريفة.

 

علاج مرض الكلب

روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مراتٍ، أُولاهن بالتراب” رواه مسلم. لقد وقَف علماء الفقه والحديث من هذا الحديث موقف المستغرب؛ إذ كيف يكون التراب مطهِّرًا وهو الذي يجعل الشيء الذي يلامسه متسخًا لا نظيفًا؟! ووقف أكثرهم من هذا الحديث بأنه أمر تعبدي لا يناقش فيه، ولا يسأل عن علة هذا المسح بالتراب، فنحن نسمع ونطيع، ونغسله بالتراب، ولو لم نعرف العلة في ذلك، إتباعا لظاهر لفظ الحديث.

وجاء القرن العشرون بما يحمله من دراسات وبحوث وأدوات متقدمة تيسر البحث، وتظهر أمورًا كان من الصعب على الناس أن يصلوا إليها في عصور سابقة دون هذه الأدوات المتقدمة المتطورة. ففي بحث قام به أحد الأطباء الباكستانيين وجد أن داء الكلب وجراثيمه مهما غسلت بالماء فإن الماء لا يذهب بها، فإذا مسحت بالتراب، فإن التراب يذهب بها ولا يُبقي في الإناء أثرًا لها، وكذا إذا كان الكلب يحمل جراثيم أمراض أخرى، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وأمر المسلمين أن يتخذوا وقاية لهم من الأمراض، سبقًا علميًّا لا مثيل له في عالم الطب الوقائي.