سنريهم آياتنا في الأفاق.. نفخ الرُّوح في الجنين

سنريهم آياتنا في الأفاق.. نفخ الرُّوح في الجنين

روى مسلم عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلةً، بعث الله إليها ملكًا فصوَّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملَك، ثم يقول: يا رب، أجله؟ فيقول ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب، رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أُمر ولا ينقص” رواه مسلم.

ولا أظن أحدًا ممن عنده علم بأحوال الجنين إلا ويسجد لله اعترافًا وإقرارًا بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولٌ من عند الله تعالى حين يقرأ هذا الحديث الذي يحدد ثنتين وأربعين ليلة ليبدأ بعدها تصوير الجنين، وخلق سمعه وبصره وعظامه؛ لأنه قد عرف من علم الأجنة اليوم بواسطة التصوير التليفزيوني والمراقبة الدقيقة أن أجهزة الجنين تبدأ في الظهور بعد الأسبوع السادس أي 42 يومًا، هذا وأما نفخ الروح في الجنين فإنما يكون بعد مائة وعشرين يومًا؛ أي: بعد أربعة أشهر من الحمل، وهي المدة التي يظهر بعدها حركة الجنين في بطن أمه، تشعر بذلك الأم، وغيرها.

وروى الشيخان عن عبد الله، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أحدَكم يجمع خَلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملَكًا، فيؤمر بأربع كلماتٍ، ويقال له: اكتب عمله، ورِزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح؛ فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه، فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة” رواه البخاري.