قال تعالى: ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ” البقرة: 233. وقوله جل شأنه: ” وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ” لقمان: 14. ثم جاءت آية سورة الأحقاف تجمَع الحمل والرضاع بثلاثين شهرًا؛ قال تعالى: ” حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ” الأحقاف: 15. فإذا حذَفْنا مدة الإرضاع الكاملة، وهي حولان، أي: 24 شهرًا من ثلاثين شهرًا، التي هي مدة الحمل والإرضاع معًا، فإنه يبقى ستة أشهر للحمل، وهي أقل مدة للحمل، يمكن للجنين أن يبقى حيًّا إذا وُلد بتمامها.
ويأتي العلم ليقرر: أن أقلَّ مدة الحمل يمكن أن يبقى بعدها الجنين حيًّا إذا وُلد بتمامها، هي ستة أشهر؛ إذ إن الولادة قبلها تسمى “إسقاطًا” ، والجنين في هذه المرحلة غير قابل للبقاء حيًّا، وأما الولادة بعدها، وقبل تمام الحمل لتسعة أشهر، فإنها تسمى “خِداجًا” ، أو ولادة مبكرة، والخِداج قابل للبقاء حيًّا، لكن الطب يوصي بعناية خاصة به، وهذه المدة هي المعتبرة قانونيًّا في محاكم معظم الدول العالمية.
نوع المولود
أثبت علمُ الوراثة الحديث أن جنس المولود إنما يتحدد أساسًا من الحيوان المنوي، لا من البويضة، ويتفق ذلك مع سياق الآيات بشكل يؤكِّد إعجازها؛قال تعالى: ” أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ” القيامة: 37 – 39. ومِن ناحية أخرى، فإن ارتباط جنس المولود بحيوان معين من ضمن ملايين الحيوانات 350 مليونًا يقطع باستحالة التنبؤ البشري – فضلًا عن التحكم – في جنس نطفة تحملها أنثى، مما يؤكد عجز العلم، وإعجاز قدرة الله تعالى الذي خص نفسَه بمعرفة ما تَغيض الأرحام في أكثر من آية.