سنريهم آياتنا في الأفاق.. غريزة التمييز بين الخير والشر عند الأطفال

سنريهم آياتنا في الأفاق.. غريزة التمييز بين الخير والشر عند الأطفال

دراسة جديدة لجامعة شيكاغو University of Chicago تؤكد أن الأطفال الرضع وفي سن مبكرة جداً يميزون بين السلوك الأخلاقي الحسن والسلوك السيئ. ويقول الباحثون في هذه الدراسة إنهم تفاجئوا بقدرة الأطفال الصغار على التمييز بين التصرفات الحسنة وتلك الشريرة. ويقول البروفسور Jean Decety الذي أشرف على الدراسة، حسب قوانين التطور فإن الأطفال يجب أن يكونوا مثل بعضهم من دون أية فوارق “أخلاقية”.. ولكن الدراسة الجديدة أظهرت اختلافاً كبيراً في ردود فعل الأطفال تجاه رؤيتهم للسلوك الخيّر أو الشرير. ولكن الشيء المذهل حقاً قدرة هؤلاء الأطفال في سن مبكرة، على التمييز وإدراك التصرفات الحسنة والتعاطف معها أو التركيز عليها أو تفضيلها. إن هذه الدراسة تؤكد وجود معلومات مخزنة في جينات كل طفل، هذه المعلومات تجعله يميز بين الخير والشر ويختار السلوك الجيد ويمقت السلوك السيئ. أي أن الأخلاق موجودة في خلايا أجسامنا.  وإن مفاهيم كثيرة مثل العدل والإنصاف والإحسان والخير والعطاء. كلها تُخلق معنا ولا نكتسبها من العادات والتقاليد.

وهذا يثبت صدق كلام الله تعالى “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” الروم: 30. إن هذا البروفسور وبعد أبحاث ودراسات علمية وصل إلى نتيجة يقول فيها: إذا أردنا لأولادنا _أن يكونوا حساسين تجاه العدالة، وأعتقد أن هذا هو الصواب.. وإذا أردنا أن نعيش بسلام، فيجب أن _نكون واعين لحقيقة أن الإحساس بالعدل يبدأ في سن مبكرة عند الطفل. ولذلك يجب علينا أن نمارس أمامه العدالة منذ نعومة أظفارهم. والسؤال: ألا يتفق هذا مع تعاليم ديننا الحنيف؟ لقد أوصى حبيبنا عليه الصلاة والسلام بالاهتمام بالأطفال وتعليمهم العدل والخير. وذلك من خلال العدل بينه لأن الطفل حساس تجاه العدل ويتأثر بسلوك العدل أمامه فيكتسب هذا السلوك. قال النبي صلى الله عليه وسلم “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم” رواه البخاري ومسلم. فهل أدرك نبينا أهمية ممارسة العدل أمام الأطفال قبل علماء جامعة شيكاغو بأربعة عشر قرناً ؟.