روى مسلمٌ عن عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنه خلق كل إنسانٍ من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصلٍ، فمن كبَّر الله وحمِد الله وهلَّل الله وسبَّح الله واستغفر الله، وعزَل حجرًا عن طريق الناس أو شوكةً أو عظمًا عن طريق الناس، وأمر بمعروفٍ أو نهى عن منكرٍ عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى – فإنه يمشي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار” رواه مسلم.
إن هذا الحديث الشريف ينقُلُنا إلى علم التشريح الوصفي، ذلك العلم المبني على المشاهدة والحساب والدقة فيها؛ فجسم الإنسان مكون – كما هو معروف – من الهيكل العظمي الذي يكون أساس هذا الجسم ومرتكزه، وبه قوامه وحركته، ولولا هذا الهيكل العظمي لما استطاع الإنسان بقامته الممشوقة أن يتحرك وينتقل ويعمل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الإخبار الدقيق كل الدقة، وجاءت العلوم الحديثة لتقرِّر ما سبق أن قرره، وأخبر به، فبذلك كان الإعجاز العلمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم واضحًا حين أعلمنا بمقدار المفاصل الموجودة في جسم الإنسان حين كان من المتعذر على أي إنسان أن يخبر بمثل ذلك.