أحدث الدراسات العلمية تؤكد أن الضغوط النفسية الكبيرة تؤثر على شعر الرأس وتجعله يشيب، وهذا ما أشار إليه القرآن في حديثه عن أهوال يوم القيامة. إنه يوم عصيب نحن عنه غافلون، ذلك اليوم الذي حدثنا عنه القرآن الكريم، إنه يوم القيامة. إنه أهم يوم في حياة كل إنسان، حيث يرى من الأهوال والضغوط ما لا تحمله الجبال، لأنه يوم عظيم يغضب فيه الخالق تبارك وتعالى غضباً شديداً، لأنه يوم الانتقام من المجرمين والمستكبرين. وقد وصف القرآن ذلك اليوم بعدة صفات ومنها أنه يوم تشيب له الولدان، يقول تعالى: “فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا” المزمل: 17. ففي هذه الآية إشارة إلى أن أهوال يوم القيامة تجعل شعر الأطفال يشيب من شدة الضغوط والأهوال. ولكن قد يقول قائل: إن هذه الآية وردت على سبيل التشبيه فقط لتصور لنا خطورة وقسوة يوم القيامة، ولكن الذي ثبُت حديثاً أن الضغط النفسي الشديد يؤدي إلى ابيضاض الشعر! فالشيب مؤشر على الضغط النفسي كما تقول أحدث الدراسات.
فقد كشف علماء في اليابان عن ارتباط ظهور الشيب بمرور الإنسان بظروف عصيبة والشعور بالضغط النفسي. وأوضح العلماء أنه عند التعرض لهذه الظروف تتعرض الخلايا الجذعية المسؤولة عن تزويد جريبات الشعر باللون الطبيعي للتلف وهو ما يسبب الشيب. وتصوروا الضغوط التي سيتعرض لها كل إنسان يوم القيامة، إنها أقوى ضغوط على الإطلاق سوف تعطل الخلايا المسؤولة عن تزويد الشعر بالصباغ، وسوف يشيب الشعر سريعاً، وبالفعل تعبر الآية تعبيراً دقيقاً وعلمياً عن تأثير يوم القيامة على الإنسان.
وهذه الظاهرة هي حقيقة علمية، فقد نقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الباحثة إيمي نيشيمورا من جامعة كانازاوا في اليابان والتي قادت فريق البحث قولها إن جريبات الشعر يمكن أن تتعرض للضغط الجيني والذي يؤدي إلى الموت التدريجي للخلايا الجذعية المسؤولة عن الخلايا الصبغية التي تكسب الشعر لونه الطبيعي والشاب.