اكتشف العلماء أن الجنين في بطن أمِّه تنمو عنده أماكن السمع والبصر في اليوم العشرين من تلقيح البُوَيضة، ولكن تنمو حاسة السمع في بطن أمه وهو في الأسبوع السادس والعشرين؛ أي: في نصف الشهر السابع، وهو في الرحم يستمع إلى أي مُنبِّه سمعي بإغلاق جفنَيْه، وهكذا فإن الجنين يسمع أمه ويشعر بدقات قلبِها وقرقرة الأمعاء، وقد ثبَت بالأبحاث العلمية أن الطفل يسمع صوت أمه وأبيه، ويبدأ بتخزين الصوت الأكثر تَكرارًا وهو صوت أبيه وأمه.
ولذلك عند مولده يتعرَّف بسهولة على صوتِها الذي كان قد اختزَنه في ذاكرته أثناء الحياة الجنينية، وقد أثبت العلمُ كذلك أنه إن كانتِ الأمُّ في جوٍّ مليء بالضوضاء، فإن حركة الجنين تزداد تقلبًا داخل الرحم؛ حيث تشعر الأم الحامل بهذه الحركات غير العادية والزائدة عن المألوف، ونتيجة لذلك وُجد أن هؤلاء الأجنة يتعرَّضون بعد ولادتهم إلى اضطرابات في النوم، والعكس صحيح إن كان الجو المحيط بالأم يسودُه الهدوء والسكينة، يكون الجنين في هدوء وسكينة، وعليه فإن الأم الحامل عليها أن تعيش مدة حملها وسط جوٍّ هادئ، بعيد عن الصخب والضوضاء.
فالجنين وهو في بطن أمه يستطيع أن يُميِّز الأصوات، كما أنه يتأثر بالأصوات الخارجية، حتى إن سرعة دقات قلبه تتغيَّر حسب نوع الصوت وشدته، وبذلك يُولَد الطفل بحاسة السمع كاملة، على عكس حاسة البصر التي يولد الطفل بها ناقصة، حتى إن الطفل لمدة عدة أيام لا يرى، ثم يبدأ في الرؤية بدون ألوان؛ “أي أبيض وأسود”، ثم يتطور بعد ذلك، ومِن هنا يكمُن تفضيل رب العزة السمع عن البصر، وتقديم السمع عن البصر؛ لأنه أول ما يؤدي وظيفته في الدنيا؛ ولأنه أداة الاستدعاء في الآخرة حين يُنفَخ في الصُّور.