سنريهم آياتنا في الأفاق :الزلازل والبراكين… رؤية إيمانية

سنريهم آياتنا في الأفاق :الزلازل والبراكين… رؤية إيمانية

هناك إشارة علمية والتي وردت في الآية الثانية من سورة الزلزلة “وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا”، فهي تفيد أنّ مكونات الأرض في جوفها أثقل من مكوناتها عند سطحها. والسؤال هو: ما نصيب هذه المعلومة من الصحة ومتى وكيف أمكن للعالم أن يعرفها؟ أما أنّ هذه المعلومة صحيحة فهذا أمر مؤكد لا يختلف عليه اثنان من علماء الأرض الآن. بل أنّه أمكن تحديد كثافة تلك المكونات. فمتوسط الثقل النوعي لمواد الأرض السطحية هو حوالي 2.5 وتزيد هذه القيمة تدريجياً لتصل إلى حوالي 3.5 في الوشاح على عمق يبدأ من حوالي 60 كم إلى حوالي 2900 كم ثمّ يصل الثقل النوعي إلى حوالي 12 في لب الأرض الذي يمتد لمسافة 3000 كم أخرى حتى مركز الأرض. أما متى عرف العلماء هذه الحقائق… فالمعلومات كلها تؤكد أنّ ذلك تم كله في القرن العشرين بعد أن أمكن قياس سرعة انتقال الموجات الزلزالية في جوف الأرض وتحديد النطاقات التي تتغير عندها هذه السرعات ثمّ تحديد تركيب هذه النطاقات من المضاهاة التجريبية لسرعة انتقال أنواع الموجات في المواد المختلفة.

والآن نعود فنسأل لو لم يكن وحياً فكيف كان لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف هذا التدرج في ارتفاع كثافة مكونات الأرض وأنّه عندما تحدث الزلزلة الكبرى ستلقي الأرض بأثقالها مما هو في أعماق أعماقها، ثمّ نوجه الانتباه إلى هذا التوافق الرائع مع ما ذكره الحق في موضع آخر من كتابه الكريم “اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا” غافر64، فقد جعلها بهذا التوزيع الداخلي للأثقال والجاذبية ملائمة تماماً للحياة والاستقرار عليها سواء من البشر أو الحيوان أو النبات، فإذا أراد الله أن ينهي هذه الحياة بكافة صورها فما على الأرض إلا أن تتخلى عن مسؤوليتها وتلقي ما بداخلها تصديقاً لقوله تعالى: “وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ” الانشقاق 3-4، وبهذا تنتهي الحياة على الأرض… الزلزال الأعظم يحدث فتتشقق الأرض ويندفع ما بداخلها وتلقي بأثقالها فتميد وتضرب… لمن الملك اليوم… لله الواحد القهار.