سنريهم آياتنا في الأفاق.. الإعجاز في قوله تعالى “فالتقمه الحوت”

سنريهم آياتنا في الأفاق.. الإعجاز في قوله تعالى “فالتقمه الحوت”

يقول الدكتور زغلول النجار: كنت أقرأ لعشرات المرات بعشرات السنين قصة سيدنا يونس ومنذ سنتين فقط توقفت عند قوله تعالى: “فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ” الصافات: 142. فقلت: لماذا قال ربنا تبارك وتعالى: “فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ”؟. فبدأت أدرس طبيعة الحيتان فوجدت أن هناك مجموعة من الحيتان اسمها الحيتان الزرقاء، والحوت الأزرق أضخم حيوان خلقه الله تبارك وتعالى، فهو أضخم من الديناصورات ومن الفيلة. فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من 35 متراً، ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من مائة وثمانين طناً. وهذا الحيوان على ضخامته لا يأكل إلا الكائنات الميكروسكوبية الضئيلة التي تسمي “البلانكتون” الكائنات الطافية الهائمة فهو لا يملك أسنان إطلاقاً وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية. وطريقة تناوله لطعامه كالآتي: يأخذ بفمه عدة أمتار مكعبة من الماء فيصطاد ما فيها من كانت طافية ويخرج الماء من جانبي الفم يعني لا تفلت منه واحدة فقط من هؤلاء “البلانكتون”.

هذا الحوت على ضخامته، بلعومه لا يبلع إلا هذه الكائنات الدقيقة، فإذا دخل فمه أي شيء كبير لا يُبتلع، ولذلك بقي سيدنا يونس عليه السلام في فمه كاللقمة، ولهذا قال الله ربنا الحق: “فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ”؛ يعني لا هو قادر على بلعه ولا مضغه لأنه “أهتم” ليس له أسنان. والحوت يتنفس بالأوكسجين، ولذا فهو يرتفع فوق سطح الماء مرة كل خمس عشرة دقيقة. وقد قال علماء الحيوان: إن لسان الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل والفم مغلق مرتاحين بدون أي مضايقة، بمعنى أن سيدنا يونس كان جالساً بما يشبه الغرفة الواسعة المكيفة. ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى: “فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ”، ولم يقل ابتلعه أو هضمه. ولقد قرأت الآية مئات المرات، ولم تستوقفني أبداً إلا حينما تأملت فيها، ولذلك أقول: كلما تأمل الإنسان في القرآن الكريم يرى العجب ويفهم ما يجعله على يقين تام بالله رب العالمين سبحانه جل وعلا، وصدق كل حرف بالقرآن المجيد.