سنريهم آياتنا في الأفاق.. اكتشاف الخلايا الجذعية في حليب الأم

سنريهم آياتنا في الأفاق.. اكتشاف الخلايا الجذعية في حليب الأم

 

مؤخراً.. توصل فريق من الباحثين بجامعة “استراليا الغربية” بقيادة العالم “مارك كريجان” لكشف علمي مفاده أن:”لبن الأمهات يحتوي علي خلايا جذعية..الأمر الذي يُعد اكتشافاً ثورياً ومفصلياً في حلقة الأبحاث الخاصة بالخلايا الجذعية”. فما هي مدلولات هذا الكشف العلمي من منظور إسلامي؟. تُعد الخلايا الجذعية أو الجذرية أو الخلايا الأولية أو الأساسية أو المنشأ خلايا غير متخصصة غير مكتملة الانقسام لا تقوم بوظيفة محددة، بل هي قادرة تحت ظروف مناسبة على التخصص والانقسام والتكاثر لتكوين خلايا بالغة من أي عضو من أعضاء الجسم كخلايا القلب، والبنكرياس، والعضلات والكبد، والخلايا العصبية والجلدية الخ، وبالتالي يمكن اعتبارها نظام “بناء وإصلاح وتجديد” للجسم. وهذا يعني أن الأنسجة المختلفة بالجسم يمكن إرجاع أصلها إلي هذه الخلايا ولذا أطلق عليها هذا الأسم والذي يشير إلي أنها “أصل” الخلايا أو الأنسجة.

والخلايا الجذعية تعتمد بدورها على ما يسمى بـ”العمر الجنيني” للجسم. فهناك الخلايا الجذعية التي يصرفها الله تعالي بقدرته لصنع أي شيء.. ثم هناك الخلايا الجذعية “الكـُلية القدرة” التي يوجهها ـ تعالت حكمته ـ لصنع أكثر أنواع الأنسجة. ثم هناك “الخلايا الجذعية البالغة” التي تتكاثر لتصنع نسيجا خاصا للجسم مثل الكبد أو نخاع العظم أو الجلد..الخ. ومع كل خطوة نحو البلوغ، فان النجاحات التي تحققها الخلايا الجذعية تكون أضيق، أي أنها تقود إلى التخصص. وفي مرحلة البلوغ، لا توّلد خلايا الكبد إلا خلايا كبد أخرى، وخلايا الجلد تنتج خلايا جلد أخرى الخ. يقول تعالي: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”القمر:49. مصدرا هاما لفهم الخطوات التفصيلية الدقيقة والمعقدة
والعلم عبر دراسته للخلايا الجذعية وتطورها إلي خلايا متخصصة يمكنه التعرف علي مراحل تنقل الجنين من طور إلي طور من خلال “منظور جزيئي”، يقول جل شأنه:”خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ” الزمر:6.