لقد تحدث القرآن في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن الأعاصير عن نوع غريب من هذه الأعاصير. لقد أثار دهشة العلماء ذلك الإعصار الذي فيه نار شديدة التهمت كل شيء. إنها المرة الأولى التي يرى فيها العلماء إعصاراً كهذا في العصر الحديث. فقد كان الاعتقاد السائد حتى سنوات قليلة أن مركز الإعصار بارد أو ربما يكون ساخن قليلاً. ولكن أن يكون فيه نار. هذا شيء جديد على العلماء. ولكنه ليس بجديد على كتاب الله قال تعالى “أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ” البقرة: 266. وبعد ذلك ماذا حدث؟ يقول تعالى “فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ” البقرة: 266.
هذا درس أراد الله من خلاله أن يعلمنا كيف نضمن لأولادنا مستقبلاً آمناً مطمئناً، ليس بتكديس المال، إنما بإنفاقه… والله سيحفظ لهم النعمة ولو كانت قليلة ويزيدها ويصرف عنهم الشر. ولكن هذا ليس كل شيء، فمن عظمة القرآن أنك تجد في كل آية معجزة مبهرة، فقد أراد الحق تبارك وتعالى أن يعطينا درساً آخر، وهو إعجاز لطيف من خلال حديث القرآن عن إعصار فيه نار… لقد بحثت طويلاً عن مثل هذا الإعصار وسألت الكثير من الباحثين في علم الأعاصير فأكدوا لي أنه لا يوجد إعصار فيه نار. وقلت هل أذهب لكلام البشر وأنسى كلام رب البشر جل جلاله؟! فانتظرت حتى قبل سنتين تقريباً. وسمعت عن الخير ورأيته من خلال الفيديو. إنه إعصار فيه نار، وقد سماه العلماءFire Tornado وقد تكرر عدة مرات في البرازيل وأستراليا. إن هذا الإعصار يأتي اليوم ليشهد على صدق كلام الحق تبارك وتعالى، وأن هذا المثال الذي ضربه لنا يجب أن يزيدنا يقيناً أن عذاب الله قريب، فلا ينفعنا مال ولا أرض ولا قصور ولا بنوك. الذي ينفعنا هو فعل الخير . ولذلك ختمت الآية بقوله ” كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ