لقد نبَّهتنا السنة النبوية المُطهَّرة القولية والفعلية على أهمية استعمال زيت الزيتون؛ سواء في الطعام أو في الدهان، وكان عليه الصلاة والسلام يأكُل زيت الزيتون ويدهن به، وأعْلَمَنا أن شجرةَ الزيتون شجرةٌ مباركةٌ؛ فعن أبي أُسَيْد رضي الله عنه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا الزيتَ وادَّهِنُوا به؛ فإنه يخرُج مِن شجرة مباركة” رواه الترمذي، والزيتُ هنا: هو زيت الزيتون، والشجرة المبارَكة: هي شجرة الزيتون، والدهن الذي يخرج مِن ثمره هو زيت الزيتون. قال ابن عباس رضي الله عنهما: “في الزيتونة منافع منها: يُسرج بالزيت، وهو إدام ودهان ودباغ، ووقود يُوقَد بحطبه وتفلِه وليس فيه شيء إلا فيه منفعة، حتى الرماد يغسل به الإِبْريسَم، وهي أول شجرة نبتتْ في الدنيا، وأول شجرة نبتتْ بعد الطوفان، ونبتتْ في منازل الأنبياء والأرض المُقدَّسة.
تتميَّز بأنها أشجارٌ مُعمِّرةٌ؛ حيث يمكن للشجرة الواحدة أن تعيش لأكثر من ألفي سنة، دائمة الخضرة، تتحمَّل الجفاف بشكل كبير، وثمرتها من أهمِّ ثمار الزيوت النباتية؛ إذ يُشكِّل زيتُها ما بين 50% إلى 70% من وزن الثمرة في المتوسط. فالشجرة مبارَكة فعلًا؛ حيث إننا نستفيد من زيتونها وزيتها وخشبها وورقها، كما توجد في أوراق الزيتون مادةٌ دهنيةٌ غير مشبعة، مضادةٌ للجراثيم؛ حيث تمنع نمو البكتيريا والطفيليات عليها، ويمكن نَقْع الورق وشُرب السائل الناتج منه، أما خشب أشجار الزيتون فهو قاسٍ، وفيه عروقٌ جميلة مما يجعله خشبًا فخمًا للاستخدام في صناعة التُّحف وغيرها، كما أنه غنيٌّ بالمواد الحافظة التي تمنع تلَفه وتسويسه وإصابته بالحشرات ويتكوَّن زيت الزيتون مِن عدد من المركَّبات الكيميائية المهمة التي منها: مركبات الجليسرين، والأحماض الدهنية، والأملاح، والفيتامينات وغيرها. هذا ما أثبَتَتْهُ الأبحاثُ العلمية الحديثة في العُقود المتأخِّرة مِن القرن العشرين، فتعتبر هذه الإشارات مِن المعجزات العلمية للقرآن الكريم، وللسنة المُطهَّرة.