سنريهم آياتنا في الأفاق.. آية تلقيح السحاب

سنريهم آياتنا في الأفاق.. آية تلقيح السحاب

 

قال الله تعالى: “اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”. وقال الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ”. هاتان الآيتان الكريمتان تصفان، كيفية تشكيل السحاب، وآية سورة الروم تصف نوعًا من السحاب تثيره الرياح التي يرسلها الله تعالى، ثم تقوم ببسطه ثم تجميعه كسفًا أي قطعًا، ثم يهطل الودق وهو المطر من خلال هذا السحاب، ومن الملاحظ في هذا النوع من السحاب الموصوف في هذه الآية، أنه لم يُذكر فيه سوى نزول المطر، فلم يُذكر فيه البَرَد ولا البرق، ولم يوصف بأنه على شكل جبال. وأما الآية الأخرى في سورة النور فوصفت سحابًا يزجيه الله تعالى أي يسوقه، ثم يجمعه ويؤلف بينه، ثم يركمه بعضه فوق بعض حتى يصبح كالجبال، ثم بينت الآية الكريمة ما يخرج من هذا السحاب المتراكم وهو الودق أي المطر، والبرَد، والبرق، وقد وصفت شدة البرق المتولد منه بأن لمعانه يكاد يعمي الأبصار، وهذا الوصف الدقيق قبل أربعة عشر قرنًا، يتطابق بصورة مدهشة مع ما اكتشفه علم الأرصاد الجوية الحديث، بكل ما يملكه من أقمار صناعية وطائرات وأدوات للرصد والتصوير.