قال تعالى : “وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ” الروم:23. إن من أهم ما أنعم الله به على الكائن الحي النوم، وهو في الواقع دليل لا يقاربه شك على وجود الله. فالنوم عملية تتم دون أن يكون للإنسان دخل بها. ولا سيطرة له عليها. فهو في وقت معين تبدأ قواه في التناقص، وتعتريه حالة من الاستعداد للنوم، ثم لابد بعد ذلك من أن ينام. وأهمية النوم يمكن إدراكها بالتجارب التي أجريت على الحيوان، وأتضح منها أن النوم أهم للحياة من الطعام والشراب. وقد قرر علماء روس أن التجارب التي أجريت على صغار الكلاب أثبتت أنها لم تستطع الحياة لأكثر من خمسة أيام بلا نوم، بينما عاشت مثيلاتها التي تنام عشرين يوماً بلا أكل. ولم يمكن للعلماء أن يقرروا ماذا في الجسد أثناء النوم أكثر من أن النائم يتخلص من إجهاده الجسدي وإرهاقه الفكري، وإن استرخاء عضلات الإنسان بنومه، تساعد على تنشيط وتنظيم الدورة الدموية، التي تطرد من الجسم ما قد يكون سببه الإجهاد من مواد ضارة. ومن دلائل وجود الله أن تشترك الكائنات الحية في النوم، فالحيوانات تنام وتصحوا كالإنسان، وقد ثبت أن الحيوانات تحلم كذلك في منامها. وأن بعض الكلاب تنهض من نومها فزعة تتلفت في كل الاتجاهات مما يدل على أنها كانت فريسة حلم مخيف. وتنام أيضاً الحيوانات الدنيا
ومن أرحم آيات الله أن الطير ينام على غصنه، لا يقع بالرغم من أن قبضة الطائر لابد أن تسترخي كباقي عضلاته حين يغلبه النعاس، إذ أن الأوتار التي تحدث البسط والقبض في المخلب الطائر تلتف حول مفصل ساقه، فحين ينام ويثني ثقل جسمه هذا المفصل. تشد الأوتار مخلبه فيزيد تشبث قبضة الطائر على غصنه، ويتم ذلك دون تفكير، بل دون أن يعيها أو يحسها الطائر…!!!.