عام ٢٠٠٤ نُشر بحث يقول بأن إناث الفئران التي تعرضت أرحامها للسائل المنوي قبل نقل الأجنة لها، يحدث فيها نمو طبيعي للمشيمة والجنين قبل وبعد الولادة، بينما التي نُقلت لها الأجنة دون تعرض للسائل المنوي، حدث فيها نقص في حجم المشيمة، وكان وزن الأجنة أقل. وهذ يعني أن السائل المنوي يتحكم في البيئة المناعية للرحم، وهي مهمة لغرس الجنين ونموه. في الأعوام التالية أُجريت العديد من الأبحاث للكشف عن الآلية التي تُمكن السائل المنوي من إنجاح زرع الأجنة في الرحم. وتبين أن بطانة الرحم تستجيب مناعياً لبعض مركبات السائل المنوي مثل عامل النمو المحول-بيتا TGF- β، وبعض انواع البروستاغلاندين، ومستضدات HLA القابلة للذوبان. وهذه المركبات يمكنها إحداث إلتهابات وتنشيط للجهاز المناعي لبطانة الرحم، فتتزايد بها الخلايا المناعية، وأهمها الخلايا التائية التنظيمية T-reg، وكل ذلك يؤدي لإعادة تشكيل بطانة الرحم لتقبل غرس الجنين، ونموه بشكل طبيعي. وأصبح من المعلوم أن عن عدم تعرض الرحم للسائل المنوي قبل الحمل، أو نقص النشاط المناعي للرحم، قد يؤديان لأمراض كثيرة مثل العقم الغير مبرر، أو فشل الحمل، أو الإجهاض، أو تسمم الحمل، وقد تتأثر صحة النسل قبل وبعد الولادة، فيعانوا من اضطرابات أيضية مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين. وأخيراً في عام ٢٠٢٠، أُثبتت الأبحاث على إناث الخنازير والفئران، أن البلازما المنوية تقوم بتحفيز جينات بطانة الجهاز التناسلي المختصة بالدفاعات المناعية، والجينات المشاركة في التلقيح، وغرس ونمو المشيمة والجنين. وأُثبت أيضاً أن الحيوانات المنوية لها دور مماثل لبروتينات البلازما المنوية في تحفيز الجينات السابقة، حيث وجد الباحثون أن عدد الجينات المُحفزة يزيد عند إضافة الحيوانات المنوية.