الأسنان عبارة عن أعضاء عظميَّة صُلبةٍ توجد في الفكَّين العلويِّ والسفليِّ، ومهمتها مضغ الطعام تمهيدًا لمروره بالمريء وهضمه في المعدة. يبدأ ظهور الأسنان تباعًا في فم الطفل في الشهر الخامس أو السادس من عمره حتى يكتمل له عشرون سنًّا “10 أسنان في كلِّ فكٍّ”، وبما أنَّ هذه الأسنان تظهر في فترةِ رضاعةِ الطفل، فإنها تسمَّى الأسنان اللبنية؛ أي: المؤقَّتة حيث تسقط فيما بعد لتحل محلَّها الأسنانُ الدائمة التي يبدأ ظهورها في السنة السادسة تقريبًا مِن عمر الطفل، وتكتمل قبيل البلوغ، وعددها 32 سنًّا موزَّعة على الفكَّين العلويِّ والسفلِّ بالتساوي، وآخِر ما يظهر منها ما يسمَّى بـ “ضرس العَقْل” في الفترة بين 17 – 30 سنة. والحكمة واضحة جليَّة في أنَّ الخالق عز وجل قد جعل للإنسان طقمين من الأسنان، وبما أنَّ الأسنانَ اللبنية التي تظهر في سنِّ الطفولة الأوَّلي كثيرة التعرُّض للتلف بسبب طبيعة الطفل، وكثرة تعرُّضه للحوادث، فقد كان من حكمته وفضله سبحانه أنْ جعل للإنسانِ طقمًا آخَر من الأسنان يظهر عندما يكبر الطفل ويبلغ من الوعي ما يؤهِّله للمحافظة على أسنانه. ومن حكمةِ الخالق عز وجل أنْ جَعلَ الأسنان أعدادًا مفترقة، ولم يجعلها عظمًا واحدًا، فإن أصاب بعضَها تلفٌ انتفع بالباقي. وجمع فيها بين النفع والجمال والزينة، وجعلها صلبةً ليستْ كعظام البدن لشدةِ الحاجة إليها على الدوام، وجعل الأضراسَ أكبر حجمًا لأجل الحاجة إلى درس الغذاء، فإنَّ المضغ هو الهضم الأول، وجعل الثنايا والأنياب لتقطيع الطعام وجمالًا للفم الإنسانيِّ، فسبحان مَن أَحْكَم أصولَها، وحدَّد ضروسها، وبيض لونها مع حمرة ما حولها، وجعلها متساويةَ الرؤوس، متناسبة التركيب؛ كأنها الدر المنظوم، فسبحان الخالق المصوِّر الذي أتقن كلَّ شيء وقدَّره تقديرًا.
من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل