سنريهم آياتنا في الآفاق.. غبار الطلع

سنريهم آياتنا في الآفاق.. غبار الطلع

غبار الطلع هو مادة على شكل مسحوق يُنتج في الأسدية “الأعضاء الذكرية للأزهار”، ومن ثم ينتقل إلى القسم الخارجي من الزهرة؛ وعند وصوله يبدأ في النمو ويصبح جاهزاً لتخصيب النسل التالي، وهذه هي أول مرحلة في حياة غبار الطلع، لنلق نظرة على تركيب غبار الطلع فهو مصنوع من عضويات بالغة الصغر لا ترى بالعين المجردة، “حجم كل حبة غبار طلع لشجرة الزان يساوي 2 ميكرون، أما حجم حبة غبار طلع اليقطين فيساوي 200 ميكرون”، ويمكن أن نشبه كل حبة من غبار الطلع بصندوق يحوي داخله خلايا تكاثر، ومن الضروري أن تكون مخبأة جيداً لحماية حياتها وحفظها من الأخطار الخارجية؛ ولهذا السبب فإن بنية الصندوق قوية جداً وهو محاط بجدار يدعى “الكيس الطلعي”، أما الطبقة الخارجية للجدار فتدعى أكسين، وهي المادة العضوية الأكثر مقاومة حسب ما هو معروف  في العالم. ولم يعرف تركيبها الكيميائي بشكل كلي حتى الآن، وهذه المادة تقاوم أذى الحوامض والأنزيمات، وعلاوة على ذلك لا تتأثر بدرجة الحرارة العالية أو بالضغط العالي، وكما رأينا فقد اتخُذت احتياطات كثيرة ودقيقة لحماية غبار الطلع الهام جداً لاستمرارية وجود النباتات، فحبات الطلع مغلفة جيداً بمادة مقاومة قوية، وبفضل هذا التغليف مهما كانت طريقة انتثار غبار الطلع فيمكنه البقاء حياًّ حتى مسافات بعيدة عن النبات الأم، بالإضافة إلى ذلك تنتثر حبات غبار الطلع بأعداد ضخمة مما يضمن تضاعف النبات مثلما يلاحظ من التركيب الدقيق لغبار الطلع، فقد كشف الله تعالى لنا عن قدرته  التي لا تضاهى في جميع الأشياء التي خلقها، وطلب منا أن نتفكر فيها، وقد أشير إلى ذلك في العديد من آيات القرآن الكريم، وفي الآية التالية فيها إشارات خاصة: “وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” سورة الرعد:4.

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل