سنريهم آياتنا في الآفاق.. شفاءٌ للنَّاس

سنريهم آياتنا في الآفاق.. شفاءٌ للنَّاس

العسل هو الصيدلة، وشرطة المحجم هي العمليَّات الجراحيَّة بأنواعها المختلفة، والكي وقد نُهِي عنه إلاَّ للضرورة؛ ” فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” البقرة: 173، والحديث النبوي معجزةٌ أخرى؛ إذًا العسل والقرآن شفاءٌ للنَّاس جميعًا، يستوي في ذلك المسلمُ والنَّصراني واليهودي، وغيرهم. والمعجزة الخالدة في ختام الآية ” إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” النحل: 69؛ حيث تحدَّى القرآنُ العلماء والباحثين والصيادلة والعاملين في مجال تصنيع الدَّواء وأصحابَ المعامل الكيميائية وشركات الأدوية الباحثة عن الرِّبح وأساتذةَ الجامعات في العالم إلى يوم القيامة أن يصنعوا عسلاً مثل عسل النَّحل، ولقد أُجرِيَت التجارب العديدة في المعامل لصناعة العسل، وقام الباحثون والصيادلةُ بتحليل العسل، ومعرفة مكوِّناته من الماء والسُّكر والجلوكوز والفرَكْتوز والأملاح المعدنيَّة، والفيتامينات والشمع والمواد الدهنيَّة، وأُضيفت هذه الموادُّ بنفس النِّسَب الموجودة في عسل النحل، ونفس درجة الحرارة الموجودة في النحلة، وأُجرِيَت التَّجارب في أماكنَ راقية ومعقَّمة ليس مثل سكن النَّحل، وأجريت اختبارات معمليَّة مرهقة ماديًّا وعمليًّا وزمنيًّا، وكان الفشل حليفَ المعامل البشريَّة؛ ” إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” النحل: 69، مما اضطرَّ العلماءَ وأصحاب الشركات إلى إنشاء مزارع للنَّحل تُنتج العسل. انظر إلى مصانع السكر وإمكانياتها الهائلة، والتكنولوجيا المستخدَمة فيها، والعقول البشريَّة؛ من خبراء في الكيمياء والفيزياء والزراعة والهندسة والماكينات والكهرباء… عجزوا أن يأتوا بعسلٍ مثل عسل النَّحل، وسوف يظلُّ الإعجاز إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، والتحدِّي قائمٌ بالقرآن بكافَّة أنواع الإعجاز.

 

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل