سنريهم آياتنا في الآفاق.. درب النمل

سنريهم آياتنا في الآفاق.. درب النمل

هنالك العديد من التجارب التي أجريت على درب النمل، ومن هذه التجارب: أنه تم إزالة جزء بسيط من أثر درب النمل بفرشاة، فوجد أن النمل أخذ يبحث عن المكان، وقد أصابه الارتباك حتى اهتدى إلى الأثر ثانية. وأجريت تجربة أخرى حيث وضعت قطعة من الورق بين المسكن ومصدر الطعام، فشوهد أن النمل قد أخذ يمشي فوق قطعة الورق واضعاً أثراً كيميائياً عليها. قد يقول قائل: إن الحيوانات كانت تنطق كنطق الإنسان قبل سليمان عليه السلام كما يتفوه به كثير من الناس. فهذا القول لا أصل له، ولو كان الأمر كذلك لم يكن لتخصيص سليمان بذلك فائدة، إذ كلهم يعلم أنه يسمع كلام الطيور والبهائم ويعرف ما تقول، وليس الأمر كما زعموا ولا كما قالوا بل لم تزل البهائم والطيور وسائر المخلوقات على هذا الشكل والمنوال، ولكن الله سبحانه كان قد أفهم سليمان ما يتخاطب به الطيور في الهواء، وما تنطق به الحيوانات على اختلاف أصنافها، كما أخبرنا الله تعالى عن سليمان أنه قال ” عُلِمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ “. إن ما أثبته العلم الحديث بأن النمل له لغة يتعامل بها مع مجموع سربه أو عشيرته، وهي على شكل روائح تصدر منه، ولكل نوع من التصرف له رائحة خاصة أطلق عليها العلماء “الفرمونات” وهي بمثابة رسائل كيميائية متبادلة بين مجموعة معينة دون أخرى، وقالوا: ربما كان الخطاب الذي وجهته النملة إلى قومها هو عبارة عن شفيرة كيميائية. وإذا كان علماؤنا يقولون: إن النمل لا ينطق كما ينطق البشر، وإنما فهم سليمان عليه السلام غرض النملة من قولها، فهذا يعني أن النملة لها لغتها الخاصة وقد هيأ الله عز وجل له فهمها، وبهذا يحصل التوافق بين كلا الفريقين، والله أعلم.

 

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل