سنريهم آياتنا في الآفاق.. تسبيح صخور الأرض وجبالها

سنريهم آياتنا في الآفاق.. تسبيح صخور الأرض وجبالها

 

تسبيح الذرات والجزيئات والعناصر والمركبات في صخور الأرض وجبالها‏:‏
الجبال وصخورها والمعادن المكونة لتلك الصخور والجزيئات والذرات المكونة لتلك المعادن واللبنات الأولية المكونة لتلك الذرات كلها يسبح الله‏‏ تعالي‏ بلغته وأسلوبه وطريقته الخاصة به‏.‏ وقد أمكن الاستماع إلي أصوات ذبذبات اللبنات الأولية للمادة في الذرة‏.‏ وقد ورد ذكر تسبيح الجبال في القرآن الكريم ضمنيا مع تسبيح كل شئ ومع تسبيح ما في السماوات والأرض كما ورد محددا في آيتين كريمتين سورة الأنبياء آية 79‏‏، سورة ص آية ‏18‏. وجاءت الإشارة إلي خشوع الجبل إذا أنزل عليه القرآن الكريم فيسورة الحشر آية ‏21 وإلي سجود الجبال لله ‏تعالي مع بقية أجزاء الكون ومع كثير من الناس‏ سورة الحج آية ‏18‏. وأشار القرآن الكريم إلي ترديد الجبال لتسبيح نبي الله داود‏‏ علي نبينا وعليه من الله السلام‏.‏ فالجبال ليست كتلا هامدة كما يظن البعض ولكنها تتحرك جانبيا بالتضاغط والتثني والطي، كما تتحرك رأسيا بالتصدع والرفع من أسفل إلي أعلي بواسطة مختلف قوي الأرض الداخلية وبفعل عوامل التعرية. فمن رحمة الله بعباده أن أصوات الجمادات تبلغ من الضعف والخفوت ما يجعلها محجوبة عن آذان الخلق إلا بكرامة من الله‏ تعالي‏ وفضل منه أو باستخدام تقنيات متقدمة للغاية وشتان ما بين الوسيلتين. حقا إنها رحمة من الله تعالي‏ أن حجب عنا تلك الأصوات وإلا لأصبحت الحياة جحيما لا يطاق إذا تكاثرت الأصوات من حولنا وتداخلت دون توقف أو انقطاع ولتعطلت قدرات الإنسان عن العمل أو التفكر أو التدبر أو العبادة أو النوم أو الراحة والاستجمام بل لفقد الإنسان عقله إذا استمع إلي جميع ما في الوجود من حوله وهو يتكلم في وقت واحد‏:‏ الجبل والحجر والنبت والشجرة والمدر والوبر، ومختلف الحيوانات والنباتات والطعام واللباس، والمـداس والتراب والغبار والهواء والماء والقمر والكواكب والشمس والنجوم، وغير ذلك من صور الخلق إلي حركة الكون في مجموعه‏.‏