سنريهم آياتنا في الآفاق.. اهتزاز التربة

سنريهم آياتنا في الآفاق.. اهتزاز التربة

نتعرف على إحدى الظواهر الزراعية، وهى حركة، أو اهتزاز، التربة بنزول الماء عليها، وما ورد بشأنها من إشارة قرآنية رائعة في الآية الخامسة من سورة الحج .. وبداية نذهب إلى ابن كثير لننظر ماذا قال في تفسيره “تفسير القرآن العظيم” حول قول الله تعالى في هذه الآية الكريمة: “… وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ورَبَت وأنبتت من كل زوج بهيج”: هذا دليل آخر على قدرته تعالى على إحياء الموتى.. فإذا أنزل الله عليها المطر “اهتزت”، أي: تحركت بالنبات وحييت بعد موتها، “ورَبت”، أي: ارتفعت لما سكن فيها الثرى، ثم أنبتت ما فيها من الألوان والثمار والزروع، وأشتات النباتات على اختلاف ألوانها وطعومها، وروائحها وأشكالها ومنافعها، ولهذا قال تعالى: “وأنبتت من كل زوج بهيج”، أي: حسن المنظر طيب الريح. إن البكتيريا والطحالب والفطور والبذور والسوق الأرضية والأبصال وحويصلات الديدان وبويضات الحشرات.. إلخ، كل هذه الأشياء تعيش تحت الأرض في سبات أو خمود، وتبقى هاجعة لا حراك لها، فتأخذ أقل حجم لها، وتشغل أضيق مساحة ممكنة، وتنخفض العمليات الحيوية في أجسام الكائنات الحية إلى أقل معدلاتها.. حتى إن جزيئات التربة ذاتها ومكوناتها المعدنية والأيونية تأخذ أقل حيز ممكن، ولذلك تتشقق التربة، وتصبح الأرض هامدة ساكنة هاجعة خامدة… إن حفنة من التراب تحتوى من الكائنات الحية ما يفوق أعداد البشر بمئات المرات، فلقد قدر العلماء المتخصصون ما يوجد في جرام واحد من التربة الزراعية بما يلي : مائة مليون بكتيريا، مليونان وخمسمائة ألف فطر إشعاعي إضافة ألف فطر عام، وثلاثين ألف حيوان أولى.. وقدروا في الفدان الواحد من التربة الزراعية : ثلاثمائة مليار دودة ثعبانية , عشرة مليارات حشرة صغيرة الحجم, ملياران من أطوار غير يافعة كاليرقات والعذارى، ومليون من ديدان الأرض.. وتتضاعف هذه الأعداد كلمات تمتعت التربة بخصوبة عالية، كأرض الغابات.