سنريهم آياتنا في الآفاق.. الكَسَلَ يُودِي إلى الموتِ

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الكَسَلَ يُودِي إلى الموتِ

 

لقد كَشفَتْ بعضُ الدِّراساتِ أنَّ الخُمُولَ البَدنيَّ كانَ سبباً في وَفاةِ الكثيرِ مِنَ البشرِ في مختلف أنحاءِ العالَمِ، بسببِ خُلُوِّ حياتِهِم مِن أيِّ نَشاطٍ بَدنيٍّ؛ ففي برِيطانيا، بلغتْ نِسبةُ الوفيَّاتِ بسببِ الخُمولِ البَدنيِّ سبعةَ عشَرَ بالمائةِ 17%. إنَّ أَخطرَ أَنواعِ التَّكاسُلِ: هو التكاسلُ عن الأمورِ الشَّرعيةِ، التكاسلُ عن العباداتِ لا سِيَّما العِباداتِ اليوميةِ كالصلاةِ، بل بَلَغَ بِبَعضِنَا إِلى تَركِ فَرَائِضَ وَاجِبَةٍ، وَالوُقُوعِ في كَبَائِرَ مُوبِقَةٍ، وَالتَّهَاوُنِ بِحُقُوقٍ لِلنَّاسِ، والتَّسَاهُلِ بِأَدَاءِ حُقُوقِ الوَالِدَينِ والأُسرةِ.  لقد حارَبَ الإسلامُ كلَّ مَظاهرِ اليَأسِ والكَسَلِ والتَّراخِي والخَوَرِ. التي لا تُساعِدُ على البِناءِ والتَّعميرِ، واعتَبرَ الكَسلَ صِفةً ذَميمةً. بل حذَّرَ وتَعوَّذَ مِنهَا. نعَم.. الكَسلُ سَلبيَّةٌ خَطيرةٌ وآفةٌ مُهلِكةٌ تُفسِدُ الأممَ والشُّعوبَ وتُؤدِّي إلى تخلُّفِهَا عن رَكبِ الحضاراتِ المتقدِّمةِ، وهو دَاءٌ وبِيلٌ إذا تمكَّنَ مِنَ الإنسانِ كادَ أنْ يُفقِدَهُ إنسانِيَّتَهُ، قالَ الإمامُ الرَّاغِبُ: “مَن تَعطَّلَ وتَبطَّلَ؛ انسلَخَ مِنَ الإنسانيةِ بل مِنَ الحَيوانيةِ، وصَارَ مِن جِنسِ الموتَىَ”. الكَسلُ آفةٌ قَلبيةٌ وعَائقٌ نفسِيٌّ شَديدٌ يُوهِنُ الهِمَّةَ، ويُضعِفُ الإرادةَ، ويَقودُ إلى الفُتُورِ، وهو جُرثُومةٌ قَاتلةٌ، ودَاءٌ مُهلِكٌ، يعوقُ نهضَةَ الأُممِ والشُّعوبِ، ويمنَعُ الأفرادَ مِنَ العَمَلِ الجَادِّ والسَّعيِ النَّافِعِ، مهمَا كانَ صَاحِبُهُ فَطِناً حَادَّ الذَّكاءِ. وإنَّمَا عابَ الإسلامُ الكسلَ وحذَّرَ مِنه؛ لأنَّ فيه تَغافُلاً عمَّا لا ينبغِي التَّغافُلُ عنه، ولأنَّه يجُرُّ إلى الفُتُورِ في الأفعالِ مع الشُّعورِ بالسَّآمةِ أو الكراهيةِ، ويُولِدُ الفقرَ والتَّسوُّلَ والاتكاءَ على الآخرينَ، ولربما وصَلَ الأمرُ إلى السَّرِقةِ والغشِّ والخِداعِ، وغيرِ ذلكَ مِن قَبيحِ الفِعَالِ. وقيل: التَّوَانِي مِفتاحُ البُؤسِ، وبالعجزِ والكَسلِ تولَّدَتِ الفَاقةُ، ونَتجَتِ الهَلَكَةُ. قالَ أَحدُ الحُكماءِ: “إذَا أَردتَ أن تَكونَ نَاجِحاً في هذا العالَمِ فعليكَ أن تَتغلَّبَ على أُسِسِ الفقرِ السِّتةِ: النَّوْمِ والتَّراخِي، والخوفِ، والغَضبِ، والكسلِ، والممَاطلةِ”.

 

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل