سنريهم آياتنا في الآفاق.. الفروع القديمة لنهر النيل

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الفروع القديمة لنهر النيل

 

قال تعالى ” وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ “51 الزخرف. بعض المفسرين ذهب إلى التأويل المجازي بأن المقصود بالأنهار الأموال. لكن الغالبية ذهبت إلى أنها تشير لفروع قديمة للنيل ومنها ما فصل صناعيا عنه، قال الرازي في تفسيرها:يعني الأنهار التي فصلوها من النيل ، ومعظمها أربعة : نهر الملك ونهر طولون ونهر دمياط ونهر تنيس ، قيل : كانت تجري تحت قصره، وحاصل الأمر أنه احتج بكثرة أمواله وقوة جاهه على فضيلة نفسه. والحق أنه حتى فتح عمرو بن العاص لمصر كان هناك إثنا عشر فرعا للنيل.. فهل بنى فرعون إثنا عشر قصرا أو أكثر على كل فرع ووقف عند كل فرع . الجواب يأتينا بمعجزة أثرية تاريخية.. فقد اكتشفت بعثات أثرية “بدأت بالفرنسية عام ١٩٤٠ وحتى أواخر القرن الماضي وآخرهم بعثة نمسوية ” عاصمة ملك رمسيس الثاني “الذي يرى الغالبية العظمى من الباحثين أنه فرعون موسى ” في تنيس بمحافظة الشرقية..وكان إسمها: Pi_ Rameses وكان من خواص هذه المدينة أنها كانت مبنية على الفرع البيلوزي القديم للنيل، وهو آخر فروعه من جهة الشرق وكان يصب في سيناء. وأنها بلغت من الأبهة والعظمة أنها كانت فينيسيا عصرها!. وكان بها من السكان ما يصل إلى ثلاثمائة ألف..ومرابض خيل يصل عددها إلى حوالي الخمسة آلاف. وآلاف التماثيل التي قد يصل وزن بعضها إلى ألف طن!! وكان للفرعون قصر مهيب وبجواره معبد ضخم يطل على تلك القنوات وبحيرة ملكية كبيرة، كما يطل على قصور كبار موظفيه الأصغر حجما.

 

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل