سنريهم آياتنا في الآفاق.. الطيور تتكلم

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الطيور تتكلم

 

في نبأ علمي جديد توصلت دراسة علمية أجراها العلماء على أحد أنواع الطيور، إلى نتائج مدهشة تتعلق بقدرة هذا النوع من الطيور على التواصل فيما بينها بلغة خاصة بها.

فقد أكدت دراسة صادرة عن جامعتي إكستر البريطانية وزيورخ السويسرية، أن الأصوات التي يصدرها طائر الكستناء الملكي- الذي يعيش في أستراليا- والتي تبدو وكأنها همهمات غامضة لا معنى لها ليست كذلك، بل هي أصوات مرتبة منسقة تتواصل بها مع بعضها بعضاً، وأن هذه الطيور يستطيع من خلال إعادة ترتيب الأصوات تمرير رسائل محددة إلى غيرها من الطيور من النوع نفسه. ونقل موقع “ساينس دايلي” الذي نشر الخبر، عن الباحثة سابرينا إينغيسر من جامعة زيوريخ أن كل الدراسات التي أجريت في الماضي على مختلف أنواع الطيور لم تثبت أن اختلاف الأصوات التي تصدر عن الطيور لها أي مغزى أو معنى، بخلاف الدراسة التي جرت مؤخراً على هذا الطائر العجيب، والتي أثبتت أن اختلاف ترتيب الأصوات الصادرة عنه له معان واضحة ويمرر رسائل إلى أقرانه من الطيور وإلى فراخه. وتؤكد إينغيسر أن هذا الطير لديه حصيلة وافرة ومتقدمة من الأصوات، وأنه قد أمكن تحليل الأصوات التي يصدرها إلى أجزاء صوتية محددة لكل منها وظيفة في التغريدة التي يطلقها، ويمكن تشبيه كل صوت جزئي بحرف أبجدي، بحيث يختلف معنى هذه الأصوات باختلاف ترتيب صدورها عن الطير. ويقول العلماء المشرفون على البحث إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ البحث العلمي التي يثبت فيها أن هذه الظاهرة وهي ظاهرة إعادة ترتيب المقاطع الصوتية بحيث تعطي معاني أو رسائل مختلفة موجودة عند مخلوق آخر على الأرض غير الإنسان، وهي ظاهرة ملفتة جداً ومدهشة رغم بدائيتها وبساطتها الشديدة مقارنة بلغات البشر. ومن هنا نتذكر قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع طائر الهدهد، والإشارة القرآنية إلى لغة الطيور هي إشارة رائعة جداً سبقت العلماء بأربعة عشر قرناً في قوله تعالى: “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ” النمل: 16.

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل