الشمس “سراج” وقوده في باطنه، وهو عبارة عن نواتج حدوث اندماج نووي لذرات غاز الهيدروجين تحت ظروف بالغة الضغط والكثافة والحرارة. ويصفها العلماء في هذا الشأن بأنها “مفاعل نووي كوني” عملاق، سخّره الله تعالى ليمدّ المخلوقات الأرضية بالحرارة والضوء، وكلاهما أشعة تنبعث من سطح الشمس بعد إنتاجها في باطنها. وتصل درجة الحرارة في قلبها إلى 15 مليون درجة مئوية. وسطح الشمس دائم الاضطراب، ويزداد هذا الاضطراب خلال فترة الهياج الشمسي، ومن مظاهره اندفاع ألسنة من اللهب، تزيد مساحة قاعدة كل منها على عدة ملايين من الكيلومترات المربعة، وترتفع الألسنة فيتجاوز بعضها مسافة 350 ألف كيلومترا، وتكون سريعة الاندفاع. وقد تنطلق هذه الألسنة النارية على شكل فوّارات عمودية من اللهب، وقد يتخذ بعضها شكل أقواس نارية. والوهج، أو الشواظ ، الشمسي يبدو على شكل كتل غازية ملتهبة مضيئة، وتلاحظ في الطبقة التاجية للشمس، وتقذف بها الشمس إلى مسافات تزيد أحيانا على 500 ألف كيلومترا، فيتبدد بعضها في الفضاء. وهناك الوميض الشمسي، وهو من أعنف مظاهر النشاط الشمسي، ويظهر خلال فترة تتراوح بين الثانية والساعة، وينتج الوميض من عملية تحرر مفاجئ لكمية كبيرة من الطاقة المختزنة في المجال المغناطيسي. وهناك، أيضا، ما يُسمى “الانفجارات الشمسية” وتحدث نتيجة لانطلاق الطاقة المخزونة في المجالات المغناطيسية، إن ما عرضناه أنفا كان معلومات موجزة وتفاصيلها موجودة في كتب وموسوعات الفلك، وهو يوضح بجلاء عظمة هذا السراج الكوني “الشمس”، ويبين كيف هو المصدر الأساسي للوهج والحرارة والضوء على أرضنا الحبيبة التي شاء الله تعالى أن نعيش فوق سطحها.
من مقالات الباحث عبد الدائم الكحيل