سنريهم آياتنا في الآفاق.. الحيوان المَنَوي

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الحيوان المَنَوي

اكتشَف الطب الحديث أن هذا السائل من منيِّ الإنسان يحوي حيوانات صغيرة تسمى”الحيوانات المنوية”، وهي لا ترى بالعين المجردة، إنما ترى بالمِجهر، وكل حيوان منها له رأس ورقبة وذيل يشبه دودة العلق في شكلها ورسمها، وأن هذا الحيوان يختلط بالبويضة الأنثوية فيلقحها، فإذا ما تم اللقاح انطبق عنق الرحم فلم يدخل شيء بعده إلى الرحم، وأما بقية الحيوانات فتموت، وهذه الناحية العِلمية – وهي أن الحيوان المنوي يشبه العَلَق في الشكل والرسم – قد أثبتها القرآن الكريم. قال جل شأنه: ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ” العلق: 1، 2. فهذه الآية معجِزةٌ بليغة من معجزات القرآن، لم تظهر وقت نزولها ولا بعده بمئات السنين، إلى أن اكتشف المجهر، وعرف كيف يتكون الإنسان بقدرة الله. قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ” الحج: 5. مِن أبلغ آيات الله المبهِرات في كتابه الكريم: ذلك الوصف التشريحي الدقيق لمراحل تكوُّن الجنين منذ كان نطفة، تطورت إلى علقة، ثم مضغة مخلَّقة وغير مخلَّقة، ثم نشأة العظام وكسوتها باللحم حتى بدايات الحركة والحياة قبل الخروج إلى العالم.

 

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل