سنريهم آياتنا في الآفاق.. الإعجاز في نوم الحيوانات

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الإعجاز في نوم الحيوانات

 

النوم آية من آيات الله، قال تعالى:”وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ” ٢٣ الروم. “وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا ” ٤٧ الفرقان. يجب ذكر أن كل الكائنات الحية تنام أو على الأقل تمر بما هو أشبه بالنوم وذلك بدءًا من الكائنات وحيدة الخلايا!! “لها مراحل نشاط وخمول مرتبطة بدورة ليل ونهار أقرب ما تكون للنوم” مرورًا بالديدان فالحشرات والأسماك بأنواعها والزواحف باختلاف أحجامها ثم الطيور والرئيسات فالإنسان آخر وسيد الكائنات، بل إن للنباتات آلية توقيت داخلية خاصةً بها!!.

وأما العجب العجاب ففي نوم الطير والحيتان:  فالطيور المهاجرة تنام خلال طيرانها ثواني معدودة! جعلها الله كافية لها وإلا سقطت أو تعرضت لافتراس المفترسات، بل من الطيور من يظل يقظا مدة مائتي يوما! ألا وهو العصفور الدوري، ومن ينام لا تطول فترة نومه عن عشرة ثواني.

نفس منهاج حماة السرب يمارسه بعض أنواع البط في البرك حيث ينام من بداخله مغمض العينين بينما ينام حراس الأطراف بطريقة نصف الدماغ . بل هناك منظومة حماية أخرى عجيبة تتبعها الطيور المهاجرة وهي أن ينام معظم أفراده نوما كاملًا بنصفي الدماغ، بينما يظل الطائرين على طرفي السرب يناما فقط بنصف الدماغ، وذلك لحماية السرب. أما ثدييات الماء تتبع نفس منهج نوم بنصف الدماغ ، مع تباين كل نوع ، فحيتان العنبر تغفو منتصبة وذيلها لأسفل مع حركة رأسية بسيطة وصعود من وقت لآخر للتنفس فليس لديها خياشيم، والحوت القاتل يغفو أفقيًا وقد يفعلها على كتلة جليد فوق سطح الماء ، في حالة وضع الأنثى لمولود فقد لا يناما حتى يرجعا لمجموعتهما مما يستغرق أياما وذلك خوفا من المفترسات للوليد، بينما يظل القرش متحركًا لأنه يتنفس بخياشيم تحتاج لتدفق الماء فيسبح ببطء.

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل