تحتل البيئة في عصرنا الحاضر، مكانة لا تكاد تُدانيها مكانة، من حيث تأثيرها على صحة الفرد و المجتمع، اللهم إلا أنماط الحياة التي يعتنقها الإنسان والسلوكيات التي يتبعها في حياته. ومن أجل ذلك اهتمت منظمة الصحة العالمية منذ تأسيسها بموضوع الصحة والبيئة، وأفردت له حيزاً كبيراً من اهتماماتها، وأنشأت له برنامجاً خاصاً يضم عديداً من كبار الخبراء في مختلفة جوانب هذا الميدان المهم من ميادين الصحة. وليس يخفى أن البيئة التي احتضنت الإنسان يوم خلق في هذه الأرض، كانت بيئة حفية به، حانية عليه، رفيقة بصحته.. و ليس يخفى أن شرع الله الذي جاء لهداية الناس إلى خيرهم في دُنياهم وأُخراهم، يمثل خير ضامن لإحجام الناس عن تدمير بيئتهم، والإضرار البليغ بأنفسهم وبإخوانهم في الإنسانية بل وبأشكال الحياة كلها من حيوان ونبات وغير ذلك من الأحياء.
وحماية صحة البيئة تطبيق لقاعدة إسلامية رئيسية وهي أن كل مسلم مسئول عن سلامة جماعة المسلمين تطبيقا للقاعدة التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها كالجسد الواحد، وأن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. وهذه الحماية تلزم المسلم ألا يكون مصدر ضرر للبيئة. روى أبو داود حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الملاعن الثلاثة. البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل “. وروى الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: “إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب، الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود “. وقد دعا الإسلام إلى الوقاية من الأمراض الانتقالية بعزل المريض عن الأصحاء، روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. ” لا يوردن ممرض على مصح”.