سنريهم آياتنا في الآفاق.. الإباحية وأضرارها

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الإباحية وأضرارها

كم هي مريرة تلك الثمار التي يجنيها مرتادو المواد الإباحية، فهي لذة عابرة لا تلبث أن تنتهي، لتعقبها المرارة والحسرة والعياذ بالله، إن المشكلة أن أكثر مرتادي هذه المواد الإباحية يظنون أن هذا هو الجنس، وأن هذه هي طبيعته الممكنة – بل الوحيدة – التي يمكن تطبيقها وممارستها، في حين أن هذا لا يمت للحقيقة بصلة، فيصبح لديهم تصور مشوه عن العملية الجنسية، ولذلك فالاعتماد على المواقع الإباحية في فهم الجنس أو تكوين فكرة عنه هو طريق خطأ وسلبياته لا حصر لها. ومما ينتج عن ذلك أن هذا المُشاهِد إن كان متزوجًا فإما أن يشعر بالنقص في نفسه لعدم قدرته على الوصول إلى هذه الدرجة التي يشاهدها، أو يشعر بالنقص في زوجته لأنها ليست مثل هؤلاء النساء اللائي يشاهدهن ممن يصورن في صور مفبركة ومصطنعة، فتقل زوجته في نظره، ولا يمكن أن يجد في الحقيقة ما شاهده في الكذب، وبالتالي يدب البعد والنفور بينه وبين زوجته، وتصبح مقاييس الجمال عنده مرتبطة بهذه المشاهد والنماذج المصطنعة والخادعة والبعيدة تمامًا عن المعدل الطبيعي، ويبدأ في فقدان رغبته الجنسية شيئًا فشيئًا.

والكلام هذا ينطبق على الرجل والمرأة، ولذلك فالأمر نفسه يقال في علاقة المرأة المدمنة لهذه المشاهد بزوجها، وفقدان رغبتها الجنسية معه، وشعورها بالخيبة والإحباط ثم الكره والنفور لنفس الأسباب، فإدمان أحد الزوجين لهذه الصور يُثقل من كاهل الطرف الآخر المشارك بالعملية الجنسية لكونه يسعى إلى إرضاء شريكه بشتى الطرق دون جدوى. ولعل هذا من أكبر أساس الانحراف وسلوك طريق الفواحش، حيث يتجه النظر إلى خارج البيت ويقع الإنسان في فاحشة الزنا التي حذر الخالق سبحانه من الاقتراب منها فقال سبحانه: ” وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا “، والنتيجة من كل هذا هي تدمير العلاقات الزوجية، وانهيار البيوت السعيدة. ويقول الباحث آل كوبر مؤلف كتاب “الجنس والإنترنت”: “إننا نسمع من المعالجين في جميع أنحاء البلاد أن الأنشطة الجنسية على شبكة الإنترنت هي السبب الرئيسي في المشكلات الزوجية”.

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل