سنريهم آياتنا في الآفاق.. الأسماك المضيئة

سنريهم آياتنا في الآفاق.. الأسماك المضيئة

 

عندما نزل العلماء إلى أعماق المحيطات ووصلوا بغواصاتهم إلى عمق أكثر من ألف متر وجدوا ‏ظلاما تاما يخيم على هذه الأعماق، ولم يتصوروا أن يجدوا أي مخلوق أو كائن حي يمكن أن يعيش ‏في هذه الظلمات الحالكة.‏ ولكن المفاجأة كانت عندما اكتشف العلماء حديثاً أنواعاً من المخلوقات البحرية تعتمد في حياتها على ‏الإضاءة الذاتية. حيث تقوم خلايا هذه المخلوقات بتوليد الطاقة الضوئية وتبثها للمسافة التي ‏تحتاجها وذلك لتدلها على الطريق الصحيح وتهديها لكسب رزقها. وهناك أسماك شفافة تبث الضوء ‏وتبدو بصورة رائعة تشهد على عظمة خالقها عز وجل.‏ إن هذه الأسماك تعيش في المحيطات على أعماق سحيقة، ولكنها تقترب ‏من السطح أثناء الليل ‏بحثًا عن الغذاء، وتحمل مجموعة من الحوامل الضوئية المركزة ‏أسفل الرأس وعلى سطح البطن، والضوء ‏المنبعث لونه أزرق مخضرٌّ، وتستخدمه ‏السمكة لجذب فرائسها من السمك.‏

الأسماك المضيئة هي آية من آيات الله تبارك وتعالى، حيث سخر لها هذه الإضاءة ‏الحيوية لتنير لها طريقها وتحصل على رزقها وتسبح بحمد ربها.‏ هناك أنواع كثيرة جداً من هذه الكائنات التي أنعم الله عليها بأن يجعل نوعًا من ‏البكتيريا ‏المضيئة بذات الطريقة تتعايش معها على سطحها أو بين ثنايا الجلد؛ ‏فينبعث منها الضوء فترى السمكة ‏نتيجة الضوء المنبعث من البكتيريا والفطريات.‏ من أشهر أنواع هذه الأسماك: سمكة المصباح‏. في كل يوم يكشف العلماء أنواعاً جديدة من الأسماك المضيئة في أعماق المحيط، ومع أن العلماء يتعقدون أن هذه الوسائل الضوئية قد تطورت بفعل الطبيعة، ولكنهم لم يعرفوا كيف ‏استطاعت هذه المخلوقات أن تطور مثل هذه التقنية المعقدة في توليد الضوء على الرغم من ‏الأعماق المظلمة التي تعيش فيها!. إن الجواب على ذلك نجده في كتاب ربنا تبارك وتعالى القائل: “قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى” طه : 49-50 فالله ‏تعالى الذي خلق هذه المخلوقات هو الذي هيأ لها الطريق وهداها لرزقها وسخر لها كل الوسائل ‏لتستمر في حياتها، ولولا هذه الإضاءة الذاتية لانقرضت هذه الأسماك.