سنريهم آياتنا في الآفاق.. أحياء مضيئة في ظلمات البحر

سنريهم آياتنا في الآفاق.. أحياء مضيئة في ظلمات البحر

قال الله تعالى : “أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ” سورة النور:40. أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ ” لجى ” وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه. لقد توصل العلم إلى وجود أمواج داخلية تحت الأمواج السطحية بحوالي 200 متر تقريبا وهذه الأمواج الداخلية إضافة إلى الأمواج السطحية والغيوم والأعماق السحيقة تشكل  ظلاماً دامساً بسبب حجب نور الشمس بشكل كامل. ولكن الله سبحانه جعل لبعض المخلوقات البحرية والأسماك نوراً يسمى بالنور البارد أو التوهج الحيوي “Bioluminescence” حيث تولد هذه الأسماك أنواراً بألوان مختلفة حيث زودها الله بخلايا تقوم بتفاعلات كيميائية تنتج أنواراً تستعملها للتواصل فيما بينها لعل هذه الحيوانات المضيئة في هذه الظلمات الدامسة كالدعاة الصادقين المتقين المتبعين والنور الذي معهم هو كنور الهداية للمؤمنين.

 

من مقالات الباحث عبد الدائم كحيل