سنة 2018 شهدت العديد منها رغم التقشف… هذه المشاريع ستسلم في 2019

elmaouid

ستكون الجزائر خلال سنة 2019 ورشة مفتوحة على العديد من المشاريع التنموية التي انطلقت خلال السنوات الأخيرة، في مقدمتها مشاريع السكن الإجتماعي و”عدل”، كما سيكون سكان الضيق على موعد مع

الترحيل، بداية شهر جانفي المقبل، كما سيكون لمشاريع تغيير واجهة العاصمة نصيب منها، بالإضافة إلى ترقب حدوث قفزة نوعية في مشاريع النقل التي تراهن عليها الحكومة للتخفيف من اختناق الطرقات، وهو ما سنرصده في هذا الملف.

 

 

مشاريع النقل تعيد رسم خارطة البهجة

2018… عام السكن والفيضانات تخلط حسابات المسؤولين بالعاصمة

 

واجهت مصالح ولاية العاصمة طوال عام 2018، صعوبات كبيرة كادت تنسف بجهودها التي بذلتها في إطار مساعيها من أجل إعادة الوجه الجمالي لعاصمة البلد، ونفض غبار التلوث وفوضى العمران عنها، بعدما كادت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت بشدة في أواخر شهر أكتوبر وقبلها في سبتمبر أن تجرف معها ما حرص المسؤولون على تشييده، وحدث أن نالت من بعض المشاريع التي استبشر بها العاصميون خيرا ومنها الفضاء الأخضر الذي توج جهود تطهير وادي الحراش، كما عطلت أداء عمليات الترميم في العمارات الواقعة بكبريات الشوارع وأعتقها، كما وقع في حي طرابلس بحسين داي وغيرها من الأحداث المؤسفة التي بالرغم من فظاعتها على الطرقات، إلا أنها لم تؤثر في سيرورة توزيع السكنات التي حقق فيها القائمون عليها نجاحا كبيرا جعل لهذه السنة لقبا وهو عام السكن، سيما أن العاصمة نالت فيه حصة تفوق الـ 52 ألف سكن، في حين قطعت أشواطا كبيرة في الأشغال المتعلقة بالنقل، باعتبار أن هذا القطاع شكل ولعقود أكبر أزمة تعقد حياة العاصميين وغيرهم ممن يضطر للتنقل إليها. 

روبورتاج: إسراء. أ

 

العاصمة تنال أكثر من 52 ألف شقة خلال 2018

رفعت مصالح ولاية العاصمة سقف طموحاتها بأن جعلت حلم إعادة الإسكان بالنسبة للكثير من العائلات واقعا معاشا خلال هذا العام، بعدما عملت على تسليم أكثر من 52 ألف وحدة سكنية مع الشروع في إنجاز أزيد من 30 ألف وحدة أخرى حسب آخر تصريحات الوالي، عبد القادر زوخ، ممثلة في 7416 شقة بصيغة سكن عمومي إيجاري، 5566 سكنا تساهميا، 30035 سكنا بصيغة البيع بالإيجار، 9233 سكنا ترقويا عموميا و 238 سكنا يندرج في إطار برنامج الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية، سلمت لأصحابها  طيلة أشهر السنة الجارية.

وتتوزع 1710 وحدة على ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس، 1801 وحدة على ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، 3705 وحدة لديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء و200 وحدة لمديرية السكن لولاية الجزائر.

وبالنسبة للسكنات التي انطلقت بالعاصمة هذا العام، فإنها تشمل 218 سكنا عموميا إيجاريا و 19540 سكنا بصيغة البيع بالإيجار و 2097 سكنا ترقويا عموميا.

 

النقل قفزة نوعية لفك شفرة الاكتظاظ بالعاصمة

استطاعت مصالح ولاية العاصمة أن تمسك بخيط يقودها إلى حل معضلة النقل في العاصمة، التي أرقت المسؤولين فترة ليست بقصيرة، حيث عمدت إلى تبني أكثر من 40 مشروعا لفك الاختناق المروري، وحرصت على تدعيم القطاع بطريق ولائي يربط جنوب غرب الولاية بالضبط منطقة “البليدة، بوفاريك، الكاليتوس ومفتاح بالمطار الدولي الجديد”، حيث يقدر طول المسلك الرابط بحوالي 7 كيلومترات، و وصلت نسبة الانجاز إلى 70 بالمائة، إضافة إلى أن الأشغال الفنية شهدت تقدما بنسبة 65 بالمائة، حسب مصادر إعلامية نقلتها عن مدير الأشغال العمومية بالعاصمة، الذي أوضح أن من أهم العراقيل التي اعترضت المشروع هي الأراضي الفلاحية المحيطة به، حيث استوجب على المديرية تعويض الفلاحين وخصصت لهم ميزانية قدرها 100 مليار سنتيم، فيما كلفت الكيلومترات السبعة ما قيمته 3 ملايير دج، كما حرصت على إقامة توسعات عدة في الطرقات كتلك الرابطة بين حي “شاطوناف” وسط الأبيار والشراقة، وسيدي فرج، توسعة الطريق الرابط بين المرادية و رياض الفتح و الطريق الرابط بين شارع طرابلس بحسين داي و الجامع الكبير بالمحمدية والذي وصلت به الأشغال إلى الـ 50 بالمائة، دون أن ننسى الوقع الكبير الذي أحدثه مشروع الميترو على العاصميين والخاص بتوسعة الخط على مستوى ساحة الشهداء، باب الوادي، عين النعجة وبراقي، حيث كشف وزير النقل والأشغال العمومية في وقت سابق، أنّه تم رفع التجميد عن مشاريع التوسعة الخاصة بميترو الجزائر، في خطي ساحة الشهداء نحو باب الوادي، وخط عين النعجة نحو براقي، مؤكدا أن هذه التوسعة ستمكن من رفع الضغط عن العاصمة، كما أن الأشغال جارية من أجل تسليم شطر من توسعة ومد خط ميترو العاصمة انطلاقا من محطة الحراش باتجاه مطار هواري بومدين ومن محطة عين النعجة باتجاه براقي مع بداية السنة المقبلة 2019، وأن الخط الرابط بين عين النعجة وبراقي سيمتد على 6 كلم وسيكون عبر 6 محطات، فيما يبلغ طول تمديد خط المترو من الحراش إلى مطار هواري بومدين عبر 9.5 كلم ويضم 9 محطات.

أما المشاريع الـ 40 التي كشف عنها الوالي زوخ، فهي تسمح بفك الضغط المسجل بعديد المحاور بالعاصمة على غرار ازدواجية الطريق المحاذي للمجلس الدستوري أو الطريق الرابط بين بن عكنون وعين الله، مضيفا أنه في حالة استحالة برمجة مشاريع ازدواجية للطرق، يتم توسعتها بالضرورة.

 

العاصمة تستفيد من مشاريع التزود بالمياه والكهرباء

تبنت مصالح ولاية العاصمة هذا العام جملة من التدابير الكفيلة بتزويد كاف بالمياه للعاصميين، من خلال سعيها إلى بلوغ 260 ألف متر مكعب يوميا من المياه، وهي تتوفر على  90 محطة لضخ 1,100 مليون متر مكعب يوميا، بقوة تدفق تصل إلى 3,5 بار في الثانية، وهي النسبة التي تضمن وصول المياه بقوة تدفق عالية لكل المساكن، بما فيها تلك التي تقع في الطوابق العليا، وتجاوز مشكل قدم المضخات المنصّبة عبر كل أحياء “عدل” بالعاصمة، والذي كان يتسبب فيما مضى في توقفها بشكل مفاجئ بسبب قوة دفع المياه.

وفي هذا السياق، تكفلت شركة “كوسيدار” ببناء نفق لصرف المياه من أحد المشاريع الذي سيعزز مضخات الصرف الصحي و الذي سيبلغ طول قطره 2 متر، إضافة إلى إنجاز محطة لإزالة الرمال تقع على مستوى منطقة رومانة وكذا تأمين ضد فيضانات حسين داي وباش جراح، ناهيك عن جامع للمياه بقدرة تفوق التسعين متر مكعب في الثانية. أما بالنسبة لمشروع عملية تهيئة وادي الحراش التي انطلقت في وسط المدينة خلال فصل الصيف الماضي، فإنه سيتم استكمال ما تبقى من الأشغال  (و هي أشغال على طول 1 كلم) في 2019، حيث تم قبل ذلك استلام 4 أجزاء من منتزه وادي الحراش هي بن طلحة وبوروبة و الصابلات وحي صونيباك، وقد تم تشييد بموجب تلك الأشغال 18 جسرا وممرا ممتدا على 18 كلم خاص بولاية الجزائر، و يذكر أن عملية تطهير وادي الحراش أفضت إلى إعادة إسكان أزيد من 6000 عائلة من الأحياء القصديرية القائمة على ضفتي وادي الحراش على غرار الرملي المعروف بكونه أكبر حي قصديري يشوه وجه العاصمة، واسترجعت إثر ذلك أوعية تم تحويلها لفضاءات بيئية.

من جهة أخرى، وفي مجال التزود بالكهرباء، فقد حرصت مصالح ولاية العاصمة على إنجاز ووضع في الخدمة مركز تحويل الكهرباء ذي التوتر جد عالي ببلدية عين البنيان 220/60 كيلو فولت، ووضع مركز آخر بسطاوالي بنادي الصنوبر 30/60 كيلوفولت، فيما تم إنجاز ثلاثة مراكز تحويل الكهرباء متحركة بكل من بلديات بئر توتة، الرويبة، وآخر بسيدي عبد الله ببلدية معالمة هي في حيز الخدمة، وتتم حاليا أشغال إيصال الكهرباء لربط 1892 مسكنا موزعة على 13 حيا تابعا لـ07 بلديات، إضافة إلى مواصلة أشغال توسيع شبكة الغاز الطبيعي لإيصال 3609 مسكن بالشبكة، وتخص هذه العملية 71 حيا تابعا لـ23 بلدية، إضافة إلى وجود 14 مركز تحويل للكهرباء ذي تيار عالي في طور الإنجاز، و21 خطا كهربائيا تيار عالي تربط بين مراكز التحويل في عدة مناطق بالعاصمة.

 

قرابة 100 مجمع مدرسي وقطب جامعي لتخفيف المعاناة على الطلبة

حرص مسؤولو العاصمة على إنجاز قرابة 100 مجمع مدرسي، بعضها تم استلامه قبيل الدخول المدرسي، في حين أن جزء آخرا استلم بعدها في انتظار إتمام البقية، ويتعلق الأمر بـ 20 مجمعا مدرسيا (ابتدائيات) ومتوسطتين وثانويتين على مستوى العاصمة والتي انتهت الأشغال بها مؤخرا، وقبلها 6 مجمعات مدرسية و متوسطتين وثانويتين بإقليم مديريتي التربية شرق وغرب العاصمة، والتي تم إنجازها موازاة مع استرجاع مختلف المرافق المدرسية التي كانت مشغولة من طرف عائلات (الذين استفادوا من سكنات اجتماعية) والتي تم تحويلها إلى أقسام سمحت بـ “توفير أكثر من 5500 مقعد بيداغوجي لصالح التلاميذ”، وحسب الوالي زوخ، فإن العاصمة قد راهنت على إنجاز 94 مجمعا مدرسيا (مدارس ابتدائية) و27 متوسطة و 14 ثانوية على مستوى التجمعات السكنية الجديدة، حيث وبمجرد تسليمها سيتم تحويل أقسام البناء الجاهز على مستوى المخيمات الصيفية، موضحا أنه تم اللجوء إلى استعمال أقسام البناء الجاهز بصفة مؤقتة للقضاء على ظاهرة الاكتظاظ في المؤسسات التربوية، في هذا السياق استفاد حي 10 آلاف وحدة سكنية بسيدي عبد الله بالمعالمة (غرب العاصمة)، من مشروع إنجاز 8 مجمعات مدرسية، منها 4 متوسطات و3 ثانويات.

كما يترقب مسؤولو العاصمة تسلم القطب الجامعي بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، الذي ستتعزز به الولاية، حيث سيوفر حسب المسؤولين القائمين على قطاع التعليم العالي حوالي 20 ألف مقعد بيداغوجي و 11 ألف سرير ستعزز بها الإقامة الجامعية، وهو من بين المشاريع الضخمة التي ستوفر العناء على الطلاب، كما سيتوفر المشروع على مكتبة مركزية و رئاسة جامعة ومطعم مركزي، وقد بلغت، حسب مدير التجهيزات العمومية، 65 بالمائة فيما يخص الهندسة المدنية و 35 بالمائة فقط على مستوى الإقامة الجامعية، في انتظار التعجيل في انجاز المكتبة المركزية و رئاسة الجامعة والمدرج.